ولعل المراد بذلك لوثبت عدم الإسراف في التنعم لأن هذه الأمور هي من المباحات، ويبعد أن يشترط عمر رضي الله عنه على ولاته الامتناع عنها، ولكنه رضي الله عنه كان يكره الإسراف في التنعم، وتناول المباحات، ويرغب من ولاته أن يكونوا من أهل الزهادة في الدنيا والرغبة في الآخرة كما دلت على ذلك النصوص السابقة.
وإن من زهد الولاة الذي كان عمر رضي الله عنه يراعيه في تولية الولاة زهدهم في الولاية والتطلع إليها، واعتبر عمر رضي الله عنه من حرص على الولاية ورغب فيها غير قادر على القيام بأعباء الولاية والإخلاص في عمله.
وجاء عنه رضي الله عنه: من حرص على الإمارة لم يعدل فيها (١).
(١) رواه ابن أبي شيبة/ المصنف ٦/ ٤٢٠، ابن شبة/ تاريخ المدينة ٣/ ٧٤، أبو نعيم/ حلية الأولياء ١٠/ ٢٥، وفي إسناده عند ابن أبي شيبة انقطاع من رواية عروة بن الزبير عن عمر رضي الله عنه، وهو ثقة من الثالثة، ورجاله ثقات، وفي عند ابن شبة محمد بن مسلم الطائفي، صدوق يخطئ، وهو منقطع من رواية سالم بن عبد الله بن عمر عن عمر رضي الله عنه، وإسناده عند أبي نعيم متصل ورجاله ثقات سوى شيخ أبي نعيم إسحاق بن علي الديلمي لم أجد له ترجمة، وبقية رجاله ثقات.