للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال عمر رضي الله عنه: فمن أين لك هي؟ قال: خيل لي تناتجت، وغلة رقيق لي، وأعطية تتابعت علي، فنظروه، فوجدوه كما قال، فلما كان بعد ذلك، دعاه عمر ليستعمله، فأبى أن يعمل له، فقال: أتكره العمل، وقد طلب العمل من كان خيراً منك يوسف عليه السلام؟ قال: إن يوسف نبي ابن نبي ابن نبي، وأنا أبو هريرة ابن أميمة، أخشى ثلاثاً أو اثنين، قال عمر: أفلا قلت خمساً؟ قال: لا، أخشى أن أقول بغير علم، وأقضي بغير حكم ويضرب ظهري، وينتزع مالي، ويشتم عرضي (١).

وقول أبي هريرة رضي الله عنه في آخر الأثر: أخشى أن ينتزع مالي يدل على أن عمر رضي الله عنه قد أخذ ماله، وقد جاء ذلك مصرحاً به في روايات أخرى وفيها أن أبا هريرة رضي الله عنه قال: فأخذ مني اثني عشر ألفاً (٢)، وفي رواية أن عمر رضي الله عنه أخذ منه عشرة آلاف.


(١) حسن تقدم في ص: ٦٣٩، ٦٤٠.
(٢) رواه ابن سعد/ الطبقات ٤/ ٣٣٥، ابن عبد الحكم/ فتوح مصر ص: ١٤٨، ١٤٩، ورجال إسناده عند ابن سعد ثقات سوى أبي هلال الراسبي محمد بن سليم فهو صدوق فيه لين. تق ٤٨١، وسنده متصل، وإسناده عند ابن عبد الحكم متصل، ورجاله ثقات، وشيخ ابن عبد الحكم أسد بن موسى وثقه الذهبي، الكاشف ١/ ٢٤١، وقال ابن حجر: صدوق يغرب. تق ١٠٤، فالأثر صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>