للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فرغ من غسل رأسه، ووليدته تدري لحيته (١) بمدراها فقال أبي: مرحباً يا أمير المؤمنين، أزائراً جئت أم طالب حاجة، فقال عمر رضي الله عنه: بل طالب حاجة، فجلس ومعه مَوْلَيان له، حتى فرغ من لحيته، وأدرت جانبه الأيمن من لمته، ثم ولاها جانبه الأيسر، حتى فرغ أقبل إلى عمر بوجهه، فقال: ما حاجة أمير المؤمنين؟ فقال عمر: يا أبي، علام تقنط الناس؟ فقال أبي: يا أمير المؤمنين، إني تلقيت القرآن من تلقاء جبريل، وهو رطب، فقال عمر: تالله ما أنت بمنته، وما أنا بصابر، ثلاث مرات، ثم قام فانطلق (٢).

وقال عمر رضي الله عنه: أبي أقرؤنا، وإنا لندع من لحن (٣) أبي، وأبي يقول: أخذته من في رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا أتركه لشيء، قال تعالى: {مَا نَنسَخْ مِنْ ءَايَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا} (٤).


(١) أي تسرحه وتمشطه. المصدر السابق ٤/ ٣٤٣.
(٢) رواه الحاكم / المستدرك ٢/ ٢٢٥. وسنده متّصل ورجاله ثقات. قال: حدّثنا عليّ بن حمشاد العدل، ثنا محمّد بن غالب ثنا عفان بن مسلم وأبو الوليد الطيالسي قالا: ثنا أبو عوانة عن الأسود بن قيس عن نبيح العنزي عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: بينما أنا أقرأ … فالأثر صحيح.
(٣) اللّحن: أي اللغة. ابن منظور / لسان العرب ١٢/ ٢٥٥.
(٤) سورة البقرة الآية (١٠٦).
رواه البخاري / الصحيح ٣/ ٢٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>