للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأتى عمر بامرأة تشم، فقام فقال: أنشدكم بالله من سمع من النبي صلى الله عليه وسلم في الوشم؟ فقال أبو هريرة رضي الله عنه: فقمت، فقلت: يا أمير المؤمنين، أنا سمعت، قال: ما سمعت؟ قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تشمن، ولا تستوشمن" (١).

ثانياً: النهي عن كثرة التحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:

ومن حرص عمر رضي الله عنه وعنايته بالسنة النبوية، وخشيته أن يدخل فيها ما ليس منها، نهيه عن كثرة التحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن ذلك مظنة وقوع المتحدث في الوهم والخطأ، ومدعاة لعدم التحري والدقة في نقل الأخبار ولقد اتسعت الدولة الإسلامية في خلافة عمر رضي الله عنه وكثر الداخلون في الإسلام، وربما كان الكثير منهم حديثو عهد بكفر ومن غير العرب، فتفضي كثرة تحديثهم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لوقوعهم في الحيرة والشك، وربما الانحراف عن الصراط المستقيم بسبب سوء الفهم وقلة الفقه (٢).

قال معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه: إياكم وأحاديث إلا


(١) رواه البخاري / الصحيح ٤/ ٤٤.
والوَشْمُ: أن يغرز الجلد بإبرة ثم يُحشى بكحل أو نيل فيزرق أثره أو يخضر. ابن الأثير / النهاية في غريب الحديث ٥/ ١٨٩.
(٢) انظر: ابن كثير / البداية والنهاية ٨/ ١١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>