للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دوس (١)، وقال لكعب (٢): لتتركن الأحاديث أو لألحقنك بأرض القردة (٣).

ومراد عمر بذلك - والله أعلم - نَهْي أبي هريرة رضي الله عنه من التحديث أو الإكثار منه بين عامة الناس، فإن فيهم العالم والجاهل وسيء الفهم والزائغ عن الحق فيفضي ذلك إلى مساوئ كثيرة، وإلاّ فإنه رضي الله عنه لم يمنع أبا هريرة من التحديث بين أهل العلم ومن يعي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ولذلك كان يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان عمر رضي الله عنه يقبل منه ما يحدث به كما تقدم، ولم يثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه قوله لما حدث بأحاديث بعد وفاة عمر رضي الله عنه: أفإن كنت محدثكم بهذه الأحاديث وعمر حي، أما والله إذاً لألفيت المخفقة ستباشر ظهري (٤).


(١) دَوْس: بطن من زهران إحدى قبائل عسير الكثيرة، وقدم وفد دوس على النبي صلى الله عليه وسلم، وهو بخيبر. عمر رضا كحالة / معجم قبائل العرب ١/ ٣٩٤.
(٢) تقدمت ترجمته في ص: (٣١٧).
(٣) رواه ابن شبة / تاريخ المدينة ٣/ ١٦، أبو زرعة / التاريخ ١/ ٥٤٤. صحيح من طريق أبي زرعة. واللفظ له. قال: حدّثني محمّد بن زرعة الرعيني، قال: حدّثني مروان بن محمّد، قال: حدّثنا سعيد بن عبد العزيز عن إسماعيل بن عبيد الله عن السائب بن يزيد، قال: سمعت عمر … الأُثر.
(٤) رواه عبد الرزاق / المصنف ١١/ ٢٦٢، الذهبي / سير أعلام النبلاء ٢/ ٦٠٢، ٦٠٣، وهو عند عبد الرزاق منقطع من رواية الزهري عن عمر رضي الله عنه، وفيه عند الذهبي يزيد بن يوسف الرحبي، وشيخه صالح أبو الأخضر، ضعيف من السادسة. تق ٢٧١، فالإسناد معضل، والأثر ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>