للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال سلمان الفارسي رضي الله عنه: إن حذيفة (١) كان يحدث بأشياء كان يقولها رسول الله صلى الله عليه وسلم في غضبه لأقوام، فأؤتى فأسأل عنها فأقول: حذيفة أعلم بما يقول، وأكره أن تكون ضغائن بين أقوام، فأُتى حذيفة فقيل له: إن سلمان لا يصدقك ولا يكذبك بما تقول، فجاءني حذيفة، فقال: يا سلمان بن أبي سلمان، فقلت: يا حذيفة ابن أم حذيفة، لتنتهين أو لأكتبَنّ فيك إلى عمر، فلما خوفته بعمر تركني، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من ولد آدم أنا، فأيما عبد من أمتي لعنته لعنة أو سببته سبة في غير كنهه (٢)، فاجعلها عليه صلاة" (٣).

وجاء في رواية أن عمر رضي الله عنه قال لابن مسعود وأبي الدرداء وأبي ذر رضي الله عنهم: ما هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! ثم


(١) هو ابن اليمان الصحابي الجليل رضي الله عنه. تقدمت ترجمته في ص: (١٨١).
(٢) كُنْهه: نهاية الشيء وحقيقته. ابن منظور /لسان العرب ١٢/ ١٧٤. أي: لا يستحق اللعن والسبّ حقيقة.
(٣) رواه ابن أبي شيبة / المسند / إتحاف الخيرة المهرة للبوصيري ٥/ ٢١٩/أ، البخاري / الأدب المفرد ص ٩١، ٩٢، الطبراني / المعجم الكبير ٦/ ٢٦٠.
ومداره على عمرو بن قيس الماصر وثقه ابن معين وأبو حاتم وأبو داود والفسوي. تهذيب الكمال ٢١/ ٤٨٤. وقال الذهبي: مرضي ثقة مرجئ الكاشف. ٢/ ٦٨. وقال ابن حجر: صدوق ربما وهم تق: ٤١٦. وبقية رجاله عند البخاري ثقات وسنده متصل. وقد حسنه الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح الأدب المفرد ص ١٠٤، ١٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>