للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عمر رضي الله عنه بعث أبا الدرداء قاضياً ومفقهاً لأهل دمشق، كما تقدم ذلك (١).

وكذلك فإنّ عبد الله بن مسعود رضي الله عنه بعثه عمر رضي الله عنه معلّماً لأهل الكوفة ومفقّهاً كما ثبت بذلك الأثر (٢).

فهذا يضعف ما في هذا الحديث من حبس عمر رضي الله عنه للمذكورين في الأثر.

ثالثاً: همه رضي الله عنه بكتابة السنة صيانة لها من الضياع، ثم تركه ذلك خشية من الانشغال بها عن القرآن.

فقد أراد عمر رضي الله عنه كتابة السنة وجمع نصوصها في كتاب مكتوب حفاظاً لها من الضياع ولكنه رضي الله عنه خشي أن ينشغل الناس بذلك عن دراسة القرآن والعناية به حيث لا زال تدوين القرآن غضاً طرياً، وهو بحاجة إلى مزيد من العناية والاهتمام، ولا زال الناس في حاجة لمدراسة كتاب الله وحفظه في الصدور، ولم تكن هناك خشية من ضياع السنة وكبار صحابة النبي صلى الله عليه وسلم الذين تلقوا عنه أقواله وأفعاله وعاصروا حياته صلى الله عليه وسلم متوافرون في كل بلد ومصر من أمصار المسلمين، يقومون بالجهاد في سبيل الله والدعوة إلى دينه، ويجلسون للناس في حلقات الدرس والعلم، لذلك أمر عمر رضي الله عنه بمحو ما


(١) انظر: ص: ٧٧٧، وانظر كلام الشيخ مصطفى السباعي في كتابه: السنة ومكانتها في الشرع الإسلامي، ص: ٦٤، ٦٥.
(٢) انظر ص: (٧٦٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>