للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا شك أن تنظيف المساجد وتطهيرها وتطييبها أمر حث عليه الشارع وعمر رضي الله عنه أولى الناس بفعل ذلك.

ومن قيام عمر رضي الله عنه بحرمة المساجد ومعرفته لفضلها وخاصة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، زجره وتوبيخه لمن رفع صوته في المسجد.

قال السائب بن يزيد (١) رضي الله عنه: كنت قائماً في المسجد، فحصبني رجل، فنظرت فإذا عمر بن الخطاب، فقال: اذهب فأتني بهذين، فجئته بهما، فقال: من أنتما؟ أو من أين أنتما؟ قالا: من أهل الطائف، قال: لو كنتما من أهل البلد لأوجعتكما، ترفعان أصواتكما في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! (٢)

وكان رضي الله عنه يأمر باجتناب اللغو من الحديث والكلام الذي لا فائدة فيه في المسجد، فكان رضي الله عنه إذا مر بنادٍ، وجماعة من الناس في المسجد قال: إياكم واللغط (٣).


(١) تقدمت ترجمته في ص: (٢٧٨).
(٢) رواه البخاري / الصحيح ١/ ٩٣، عبد الرزاق / المصنف ١/ ٤٣٨، ابن شبة / تاريخ المدينة ١/ ٣٤ وغيرهم.
(٣) رواه عبد الرزاق / المصنف ١/ ٤٣٨، ابن أبي شيبة / المصنف ٢/ ١٨٢، ١٨٣، ابن شبة / تاريخ المدينة ١/ ٣٦، البيهقي / السنن الكبرى ٢/ ٤٢٩. صحيح من طريق ابن أبي شيبة. قال: حدّثنا محمّد بن بشر، قال: نا عبيد الله ابن عمر عن نافع أن عبد الله أخبره أن عمر … الأثر.

<<  <  ج: ص:  >  >>