كتاب دراسة نقدية في المرويات الواردة في شخصية عمر بن الخطاب وسياسته الإدارية

المبحث الثالث: الاهتمام بالنواحي الإجتماعية - المطلب الثاني: العمل على الترابط الأسري، والتكافل الاجتماعي - ج: 2 - ص: 994

قال أبو رجاء العطاردي (١) رحمه الله تعالى: كان عمر وعثمان رضي الله عنهما يعاقبان على الهجاء (٢).

وقد تقدم ما ورد من معاقبة عمر للحطيئة بحبسه وهمه بقطع لسانه لما هجا الزبرقان بن بدر (٣).

ومما روي عن عمر رضي الله عنه ويدل على معاقبة من يتعرض لأعراض الناس بالقدح والسب والشتم أن رجلاً هجا قوماً في زمان عمر رضي الله عنه، فجاء رجل منهم فاستأدى (٤) عليه عمر فقال عمر رضي الله عنه: لكم لسانه، ثم دعا الرجل، فقال: إياكم أن تعرضوا له بالذي قلت، فإني إنما قلت ذلك عند الناس كيما لا يعود (٥).

---

(١) أبو رجاء العطاردي عمران بن ملحان، ثقة مخضرم. تق ٤٣٠.
(٢) رواه ابن أبي شيبة / المصنف ٥/ ٥٠٠، صحيح. قال: حدّثنا معاذ عن عوف عن أبي رجاء أن عمر … الأثر.
(٣) انظر ص: ١٩٨ - ٢٠٠.
(٤) استأدى: آدَيْتُه على أفعلته، أي: أعنته، وآداني السلطان عليه أعداني، واستأديته عليه استعديته وآديته عليه أي: أعنته. ابن منظور/ لسان العرب ١/ ١٠٠.
(٥) رواه عبد الرزاق / المصنف ١١/ ١٧٧، ١٧٨، ورجال إسناده ثقات، ولكنه منقطع من رواية قتادة بن دعامة عن عمر رضي الله عنه، وهو ثقة من الرابعة. فالأثر ضعيف.