للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن الأخبار المروية في تعذيب عمر للمستضعفين ما روي عن أم عبد الله بنت أبي حثمة قالت: والله إنا لنرتحل إلى أرض الحبشة، وقد ذهب عامر (١) في بعض حاجتنا، إذ أقبل عمر بن الخطاب حتى وقف علي وهو على شركه - قالت: وكنا نلقى منه البلاء أذى لنا وشدة علينا. قالت: فقال: إنه للانطلاق يا أم عبدالله. قالت: فقلت: نعم والله لنخرجن في أرض الله آذيتمونا، وقهرتمونا، حتى يجعل الله لنا مخرجاً. قالت: فقال: صحبكم الله، ورأيت له رقة لم أكن أرها، ثم انصرف، وقد أحزنه - فيما أرى - خروجنا قالت: فجاء عامر بحاجته تلك، فقلت له: يا أبا عبد الله، لو رأيت عمر آنفاً، ورقته وحزنه علينا قال: أطمعت في إسلامه؟ قالت: قلت: نعم، قال: فلا يسلم الذي رأيت حتى يسلم حمار الخطاب، قالت: يأساً منه، لما كان يرى من غلظته وقسوته عن الإسلام (٢).


(١) هو: زوجها عامر بن ربيعة بن كعب بن مالك بن ربيعة العَنَزي حليف بني عدي ثم الخطاب والد عمر، كان آحد السابقين الأوّلين وهاجر إلى الحبشة ومعه امرأته ليلى بنت أبي خيثمة، ثم هاجر إلى المدينة، وشهد بدراً وما بعدها. مات سنة سبع وثلاثين. ابن حجر/ الإصابة ٢/ ٢٤٩.
(٢) رواه ابن هشام/ السيرة النبوية ١/ ٤٢٣، قال ابن إسحاق: حدثني عبد الرحمن ابن الحارث بن عبد الله بن عياش عن عبد العزيز بن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أمه أم عبد الله بنت أبي حثمة قالت: إنا لنرتحل … الخ.
وعبد الرحمن بن الحارث صدوق له أوهام من الطبقة السابعة. تق ٣٣٨، وعبد العزيز بن عبد الله بن عامر بن ربيعة هو العدوي، ذكره البخاري في التاريخ الكبير ٦/ ١٣ وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ٥/ ٣٨٥، وابن حجر في لسان الميزان ٤/ ٣٣. وتعجيل المنفعة ص ٢٦١، ولم يذكروا فيه جرحاً ولا تعديلاً وذكره ابن حبان في الثقات ٧/ ١١٠.
وأمه ـ الظاهر أن المراد بها أم عبد الله بن عامر وليس أم عبد العزيز، لأن المزي ذكر في ترجمة عبد الله بن عامر بن ربيعة أن أمه هي أم عبد الله بنت أبي حثمة زوجة الصحابي الجليل عامر بن ربيعة، تهذيب الكمال ١٥/ ١٤١، فالسند ضعيف للجهالة بحال عبد العزيز بن عبد الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>