للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلى الرحمن، سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم» (١)، ومن السنَّة أيضًا: حديث صاحب البطاقة (٢).

ومن المبتدعة مَنْ أنكرَ حقيقةَ الميزان ووزْنَ الأعمالِ، وقالَ: إنَّ المُرادَ بالميزان: العدلُ (٣)، وهذا يقتضي نفي حقيقة الميزان، فعندهم ليس هناك ميزانٌ له كفَّتان تُوضعُ فيهما الحسناتُ والسيئات.


(١) أخرجه البخاري (٢٦٨٢)، ومسلم (٢٦٩٤) من حديث أبي هريرة .
(٢) أخرجه أحمد (٦٩٩٤)، والترمذي (٢٦٣٩)، وابن ماجه (٤٣٠٠) من طريق الليث بن سعد عن عامر بن يحيى، عن أبي عبد الرحمن الحبلي قال: سمعت عبد الله بن عمرو قال: سمعت رسول الله قال: «إن الله سيخلص رجلًا من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة؛ فينشر عليه تسعة وتسعين سجلًا كل سجل مثل مد البصر، ثم يقول: أتنكر من هذا شيئًا؟ أظلمك كتبتي الحافظون؟ فيقول: لا يا رب، فيقول: أفلك عذر؟ فيقول: لا يا رب، فيقول: بلى إن لك عندنا حسنة، فإنه لا ظلم عليك اليوم. فتخرج بطاقة فيها: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، فيقول: احضر وزنك، فيقول: يا رب، ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فقال: إنك لا تظلم. قال: فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة، فطاشت السجلات وثقلت البطاقة، فلا يثقل مع اسم الله شيء» وهذا لفظ الترمذي، ولفظ أحمد وابن ماجه قريب منه.
وقال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب».
وقال الحاكم في «المستدرك» رقم (٩): «صحيح الإسناد على شرط مسلم».
وأبو عبد الرحمن الحُبُلي هو عبد الله بن يزيد المعافري، وهو ثقة. كما في «التقريب» (٣٧١٢).
وأخرجه أحمد (٧٠٦٦) من طريق ابن لهيعة، عن عمرو ابن يحيى، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، به.
وصحَّحه ابن حبان (٢٢٥)، وأحمد شاكر في تخريج «المسند» (٦/ ٤٣٦)، والألباني في «الصحيحة» (١٣٥).
(٣) كالإباضية، ونُسِب لبعض المعتزلة البغدادين دون البصريين. ينظر: مقالات الإسلاميين (٢/ ٣٥٣)، ودرء التعارض (٥/ ٣٤٨)، والتذكرة للقرطبي (٢/ ٧٢٢)، وفتح الباري (١٣/ ٥٣٨)، وشرح غاية المراد للخليلي الإباضي (ص ٩٦ - ٩٧).

<<  <   >  >>