للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في الإخبار: «الله المدبر»، ولا تقول: من أسمائه المدبر؛ لأنه مشتقٌّ من قوله تعالى: ﴿يُدَبِّرُ الأَمْرَ﴾ [يونس: ٣]، وهو من معنى اسمه: الملك.

(السميع البصير): ذِكر هذين الاسمين من أسماء الله في القرآنِ كثيرٌ، وهما يدلان على إثبات صِفَتي السمع والبصر لله، كما تقتضيه قاعدة: «أنَّ كلَّ اسمٍ مُتضمِّنٌ لصفةٍ» (١)، فهو السميعُ والسمعُ صفته، والبصير والبصر صفته، فتقول: اللهُ تعالى ذو سمعٍ، وذو بصرٍ، وجاء في الحديث: «حِجابُه النورُ لو كَشفه؛ لأحرقتْ سُبُحاتُ وجهِه ما انتهى إليه بصرُه مِنْ خلقه» (٢)، وقالت أمُّ المؤمنين عائشةُ : «الحمد لله الذي وَسِع سمعُه الأصواتَ» (٣)، فسمْعُه واسعٌ لجميع الأصواتِ، يسمعُ


= (٥٢) من طريق خالد بن مخلد، ثنا عبد العزيز بن الحصين بن الترجمان، حدثني أيوب السختياني، وهشام بن حسان، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي قال: «إن لله تسعة وتسعين اسمًا، من أحصاها دخل الجنة» وسرَد الأسماء، وفيه: «المدبر».
قال البيهقي: «تفرد بهذه الرواية عبد العزيز بن الحصين بن الترجمان وهو ضعيف الحديث عند أهل النقل، ضعفه يحيى بن معين، ومحمد بن إسماعيل البخاري، ويحتمل أن يكون التفسير وقع من بعض الرواة». ينظر: ميزان الاعتدال (٢/ ٦٢٧ رقم ٥٠٩٥).

(١) ينظر: مجموع الفتاوى (٥/ ٢٠٦)، (١٧/ ٢١١)، والإيمان الأوسط (ص ٤٧١)، وبدائع الفوائد (١/ ١٦٢)، وشرح التدمرية (ص ١٠٣)، (ص ٣٣٩)، والقواعد المثلى بتعليق شيخنا (ص ٢٤).
(٢) أخرجه مسلم (١٧٩) من حديث أبي موسى الأشعري .
(٣) أخرجه أحمد (٢٤١٩٥)، والنسائي (٣٤٦٠)، وابن ماجه (١٨٨)، والحاكم (٣٧٩١) من طريق الأعمش، عن تميم بن سلمة، عن عروة بن الزبير، عن عائشة، به. وعلَّقه البخاري بصيغة الجزم عن الأعمش به في: «باب قول الله تعالى: ﴿وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (١٣٤)﴾ [النساء]» قبل حديث (٧٣٨٦)، =

<<  <   >  >>