للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقول المؤلف: (ثم ختم الرسالةَ والنَّذارةَ والنبوَّةَ بمحمَّدٍ نبيِّه : تقريرٌ لختمِ الأنبياءِ بالرسول محمد ، وختمُ النبوةِ يستلزم ختمَ الرسالةِ، والبشارةُ والنَّذارةُ من مرسَلٍ، وأمَّا البشارةُ والنذارةُ من تابعٍ فهي باقيةٌ؛ لأنَّ كلَّ مَنْ يدعو إلى الله يُبشِّرُ المؤمنين، ويُنذرُ المكذِّبين، وبهذا يتبيَّنُ أنَّ عبارةَ المؤلفِ في ختم البشارةِ والنذارةِ ليست على إطلاقها، وذِكرُ المؤلِّفِ لهذه المعاني تأكيدٌ لختم النبوة.

قوله: (وأنزلَ عليه كتابَه الحكيم):

أي: أنزلَ عليه القرآنَ، والقرآنُ له أسماءٌ منها: الكتابُ، والفرقانُ، والذِّكرُ، وأَحسنُ الحديثِ. وله صفاتٌ كثيرةٌ: كالحكيمِ، والعزيزِ، والمجيدِ، والعظيمِ، والكريمِ، والمباركِ، وكلُّ اسمٍ له دلالةٌ (١).

ويُمثِّلُ شيخُ الإسلام بأسماءِ القرآنِ للأسماءِ المُتكافئةِ، التي تتَّحدُ من وجهٍ وتختلفُ من وجه (٢)، فالقرآنُ له أسماء، كلُّها تدلُّ على المُسمَّى، فهو القرآنُ والكتابُ المُنزَّلُ على محمَّدٍ، ولكن كلُّ اسمٍ له دلالةٌ، فأسماءُ القرآن تدلُّ على معانٍ وصفاتٍ من صفاتِ القرآن.


(١) ينظر: جمال القراء وكمال الإقراء (١/ ١٦١ - ١٨١)، والبرهان في علوم القرآن (١/ ٢٧٣ - ٢٨٢)، والإتقان في علوم القرآن (٢/ ٣٣٦ - ٣٤٥).
(٢) ينظر: مجموع الفتاوى (٢٠/ ٤٢٤)، (٢٠/ ٤٩٤)، والرد على الشاذلي (ص ١٧٢)، وجامع الرسائل (٢/ ٢٠٣)، والتدمرية بشرح شيخنا (ص ٣٣٨) وما بعدها.

<<  <   >  >>