للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهم في أصلاب آبائهم، وخلق للنار أهلًا، خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم» (١)، فما ذكره المؤلفُ في الجنة والنار من وجودهما ودوامهما هو معتقدُ أهلِ السنَّةِ والجماعة (٢).

وخالفَ في ذلك المعتزلةُ، وقالوا: إنَّهما لم يُخلقا، وإنَّ اللهَ يخلقهما يومَ القيامة، وقالوا بعقولِهم الفاسدة: إنَّ خَلْقَهما الآن عبثٌ، ومذهبُهم باطلٌ مناقضٌ لنصوص الكتابِ والسنَّةِ وإجماعِ سلفِ الأمة من الصحابة والتابعين (٣).

المسألةُ الثانيةُ: مسألةُ النظرِ إلى وجهِ الله، فأعلى نعيمِ أهلِ الجنةِ نظرُهم إلى وجهه الكريمِ. وهذه مسألةُ الرؤية التي وقعَ فيها الافتراقُ بين فِرقِ الأمةِ، فأهلُ السُّنةِ والجماعة يُؤمنون بما دلَّ عليه كتابُ الله


=تفرد به، وزاذان أخرج عنه مسلم، وهو ثابت على رسم الجماعة. وروي هذا الحديث عن جابر، وأبي هريرة، وأبي سعيد، وأنس بن مالك، وعائشة ».
وقال ابن القيم في «الروح» (ص ١٣٦): «هذا حديث ثابت مشهور مستفيض صحَّحه جماعة من الحفاظ ولا نعلم أحدًا من أئمة الحديث طعن فيه»، وصحَّحه في «تهذيب السنن» (٣/ ٣١٩ - ٣٢٥)، ونقل فيه: تصحيح أبي نعيم وأبي موسى الأصبهانيين، وأجاب عن حجج من ضعفه، وصحَّحه الألباني وجمع ألفاظه في «أحكام الجنائز» (ص ١٩٨).
(١) أخرجه مسلم (٢٦٦٢ - ٣١) من حديث عائشة .
(٢) ينظر: التوحيد لابن خزيمة (٢/ ٨٨١)، والشريعة (٣/ ١٣٤٣)، وشرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (٦/ ١٢٥٦)، وحادي الأرواح (١/ ٢٤)، وشرح الطحاوية لشيخنا (ص ٣١٣ - ٣١٥).
(٣) حكى هذا القول عن المعتزلة: البغدادي في «أصول الدين» (ص ٢٦٢)، وابن حزم في «الفصل» (٤/ ٦٨)، ويحيى بن أبي الخير العمراني في «الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار» (٣/ ٦٥٩)، وابن القيم في «حادي الأرواح» (١/ ٢٤).

<<  <   >  >>