للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال في حديث الدَّجَّال: «وإن يخرج، ولست فيكم فامرؤ حجيجُ نفسه، واللهُ خليفتي على كلِّ مسلمٍ» (١).

وبعد فهل يقال آدمُ خليفةُ الله؟ (٢) نقول: لا يجوزُ ذلك؛ لأنه لم يرد في القرآن ولا في السنَّة وَصْفُ آدمَ بأنه خليفة الله؛ يعني خليفة عنه، أو خليفة الله من باب التشريف؛ لأنَّها إضافةُ مخلوقٍ إلى خالقه، ومن باب أولى أنَّه لا يجوز أن يُقال للإنسان خليفة الله كما يجري على أَلسن كثيرٍ من الناس في هذا العصر.

وحقَّقَ هذا المعنى شيخُ الإسلام (٣)، وابنُ القيم في «مفتاحِ دارِ السعادة» (٤) حين شرحَ وصايا عليٍّ لصاحبِه كُمَيْلِ بن زياد (٥).

والتعبيرُ عن الملوكِ بأنهم خلفاءٌ؛ راجعٌ إلى أنَّ بعضهم يخلفُ بعضًا، فهذا يموتُ أو يُعزلُ، ثم يأتي مَنْ بعده، فالذي جاءَ خليفةٌ عمَّن قبله، فهم خلفاءُ بهذا الاعتبار، وليس في ذلك فضيلةٌ، أو خصوصية


(١) أخرجه مسلم (٢٩٣٧) من حديث النواس بن سمعان .
(٢) ينظر: فتاوى النووي (ص ٢٢٥)، والفتوحات الربَّانية على الأذكار النواوية لابن علَّان (٧/ ٨٢ - ٨٣)، والسلسلة الضعيفة (١/ ١٩٧ - ١٩٨ رقم ٨٥)، ومعجم المناهي اللفظية (ص ٢٥٢).
(٣) ينظر: مجموع الفتاوى (٣٥/ ٤٣ - ٤٤)، ومنهاج السنة (١/ ٥٠٨ - ٥١٠)، (٧/ ٣٥٢ - ٣٥٣)، وبيان تلبيس الجهمية (٦/ ٥٨٩ - ٥٩٩).
(٤) مفتاح دار السعادة (١/ ٤٢٧ - ٤٣٢). وينظر: زاد المعاد (٢/ ٤٧٤ - ٤٧٥).
(٥) كميل بن زياد بن نهيك بن الهيثم النخعي الكوفي، حدَّث عن: عمر وعثمان وعليٍّ وغيرهم، وروى عنه: أبو إسحاق السبيعي والأعمش وغيرهم، كان شريفًا مطاعًا في قومه، قتله الحجاج بن يوسف بالكوفة سنة (٨٢ هـ). ينظر: الطبقات لابن سعد (٨/ ٢٩٩)، وتاريخ دمشق (٥٠/ ٢٤٧).

<<  <   >  >>