للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واستواؤُه على العرشِ يتضمَّنُ علوَّه تعالى على جميعِ المخلوقات؛ لأنَّ العرشَ أعلى المخلوقات، ولهذا تُعَدُّ الآياتُ والأحاديثُ الدالةُ على استوائِه تعالى على العرش من جملة أدلَّة العلوِّ (١).

والاستواءُ على العرش جاءَ تفسيرُه عن السَّلف بأربع عبارات: علا وارتفعَ واستقرَّ وصعدَ، وهي معانٍ متقاربةٌ، وقد نظمها ابنُ القيم في نونيَّته (٢)؛ فقال:

فلهم عبارات عليها أربعٌ … قد حُصِّلَت للفارس الطعَّان

وهي استقر وقد علا وكذلك ار … تَفَعَ الذي ما فيه من نُكران

وكذاك قد صعد الذي هو رابعٌ … وأبو عُبيدة صاحب الشيباني

يختار هذا القول في تفسيره … أدرى من الجهميِّ بالقرآن

وأهلُ السنَّةِ والجماعة يُثبتون هذه الصفة، بأنَّ الله تعالى فوقَ العرشِ كما تقدَّمَ (٣)، وأنَّه فوق العرشِ المجيدِ بذاتِه، يؤمنون بذلك على المعنى المفهوم من استوَى في لغة العرب؛ لأنَّ الله خاطبَ عبادَه بلسانٍ عربيٍّ مُبين.


(١) ينظر: هامش (ص ٦٨).
(٢) ينظر: النونية (٢/ ٣٦١ - ٣٦٢، رقم ١٣٥٣ - ١٣٥٦).
(٣) تنظر: (ص ٧٢).

<<  <   >  >>