للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من الجهاد بالحجة والبيان؛ قال تعالى: ﴿فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا (٥٢)[الفرقان]، فهذا هو الواجبُ، أن نجادلَ الكافرين والمُخالفين بالحُججِ الصحيحة، بما في كتابِ الله، وبما صحَّ عن رسولِ الله (١). ومما يُستشهَد به لقول المؤلف ابن أبي زيد في ذم الجدال في الدين؛ ما جاء عن الإمام مالك أنه قال: «أوَ كُلَّما جاءنا رجلٌ أجدلَ من رجلٍ تركنا ما جاء به جبريل إلى محمَّد لجَدل هؤلاء؟» (٢).

الرابع: قوله: (وتركُ كلِّ ما أحدثه المحدثون): هذه جملةٌ عامةٌ في التحذير من جميع البدع؛ فالبدع هي المُحدثاتُ في الدين؛ كما قالَ : «وشرَّ الأُمورِ محدثاتُها، وكلَّ بدعةٍ ضَلالةٌ» (٣)، وفي رواية: «وكلَّ ضلالةٍ في النَّار» (٤).


(١) ينظر: درء التعارض (٧/ ١٥٦)، ومجموع الفتاوى (٢٦/ ١٠٧)، وزاد المعاد (٣/ ٦٣٩ - ٦٤٢)، وإرشاد العباد إلى معاني لمعة الاعتقاد لشيخنا (ص ١٣١).
(٢) أخرجه المروزي في «تعظيم قدر الصلاة» (٢/ ٦٧٠)، وابن بطة في «الإبانة» (٢/ ٥٠٧، رقم ٥٨٢)، واللالكائي في «السنة» (١/ ١٦٣، رقم ٢٩٣).
(٣) أخرجه مسلم (٨٦٧) عن جابر .
(٤) أخرجها النسائي (١٧٩٩)، (٥٨٦١)، وابن خزيمة (١٧٨٥)، وأبو نعيم في «الحلية» (٣/ ١٨٩) من طريق عتبة بن عبد الله اليحمدي، والفريابي في «كتاب القدر» (٤٤٨)، وعنه الآجري في «الشريعة» (٨٤)، والبيهقي في «الأسماء والصفات» (رقم ١٣٧) من طريق حبان بن موسى، كلاهما عن عبد الله بن المبارك، عن سفيان، عن جعفر - وهو ابن محمد الصادق -، عن محمد بن علي الباقر، عن جابر. وعتبة بن عبد الله وثقه النسائي ومسلمة المروزي. كما في «التهذيب» (٧/ ٩٧ رقم ٢٠٨)، وقال ابن حجر في «التقريب» (٤٤٣٣): «صدوق». وحبان بن موسى «ثقة» روى عنه البخاري ومسلم. ينظر: التقريب (١٠٧٧).

<<  <   >  >>