للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والكرَّامِيَّة (١) يقولون: هو الإقرارُ باللِّسان فحسب، من غير اعتبارٍ لتصديقِ القلب، يقولُ شيخُ الإسلام عن الكرَّامية: «فيجعلون المنافق مؤمنًا، لكنه يخلد في النار فخالفُوا الجماعةَ»؛ يعني جماعةَ المسلمين في المُنافقِ، «في الاسمِ دون الحُكمِ» (٢). أي: خالفوا الجماعةَ في قولهم: إنَّ المُنافقَ مؤمنٌ، ووافقوا الجماعةَ في الحكمِ؛ وهو تخليده في النار، وهذا الذي قرَّرَه المؤلفُ هو الحقُّ، وهو أنَّ الإيمانَ اسمٌ يشمل:

١ - اعتقادَ القلبِ؛ وهو تصديقُه، وإقرارُه.

٢ - عملَ القلبِ؛ وهو انقيادُه، وإرادتُه، وما يتبعُ ذلك مِنْ أعمالِ القلوبِ؛ كالتوكلِ، والرجاءِ، والخوفِ، والمحبةِ.

٣ - إقرارَ اللسانِ.

٤ - عملَ الجوارحِ - واللسانُ مِنها - والعملُ يشمل: الأفعالَ والتروكَ؛ قوليةً أو فعليةً (٣).


(١) أتباع أبي عبد الله محمد بن كرَّام السجستاني، المشهور بابن كرَّام، شيخ الكرَّامية ومؤسسها، تكلَّم في جملة مسائل كبار بما أُنكر عليه، منها: مسألة الإيمان، ومسألة الصفات وقوله بأنَّ الله جسم لا كالأجسام، مع ضلالات أخرى، وقد عدَّه شيخ الإسلام ابن تيمية من أئمة النُّظَّار المنتسبين إلى أهل السنة والجماعة، مع بيان مخالفته للجماعة في جملة من مسائل الاعتقاد، سُجن ابن كرام ثم نفي، ومات بأرض بيت المقدس سنة (٢٥٥ هـ). ينظر: الفَرْق بين الفِرِق (ص ١٨٩ - ١٩٧)، والملل والنحل (١/ ١٠٨ - ١١٣)، وشرح الأصبهانية (ص ٣٧٨)، والسير (١١/ ٥٢٣ رقم ١٤٦).
(٢) التدمرية (ص ١٠٩)، وبشرح شيخنا (ص ٥٣٠).
(٣) ينظر: الشريعة للآجري (٢/ ٦١١)، والإبانة لابن بطة (٢/ ٧٦٠)، وشرح أصول اعتقاد أهل السنة (٤/ ٩١١) ما بعدها، والإيمان لابن تيمية (ص ١٣٧ - ١٣٨)، وجواب في الإيمان ونواقضه لشيخنا (ص ٧ - ١٣).

<<  <   >  >>