للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أن يكون قبل الصَّراطِ وبعده (١)، وترتيب شيخِ الإسلامِ لأحوال القيامةِ في «العقيدة الواسطيةِ» يُشعِرُ بأنَّ الحوضَ عنده قبل الصِّراط (٢).

فالمقصودُ أنَّه ممَّا يجبُ الإيمانُ به من أمورِ الآخرةِ الحوضُ لنبيِّنا ، وهو ممَّا تواترت به السنَّةُ عن الرسولِ .

ومما ورد في إثبات الحوض قولُه للأنصارِ: «إِنَّكم ستلقونَ بعدي أَثَرَةً؛ فاصبروا حتَّى تلقوني على الحوضِ» (٣)؛ فيه بشارة لهم بأنهم سيردُون عليه ويشربون - رضوانُ الله عليهم -.

وقد أَنكر الحوضَ بعضُ طوائفِ المبتدعة من الخوارج والمعتزلة (٤)، ولا حجَّةَ لهم في هذا الإنكار إلَّا الاستبعادُ الذي لا سند له إلَّا قولهم:

كيف يكون الحوضُ بهذه المساحة؟ وكيف يكون في عَرَصات القيامة؟

فنقول: اللهُ تعالى على كلِّ شيءٍ قدير.

* * * * *


(١) ينظر: زاد المعاد (٣/ ٦٨٢ - ٦٨٣).
(٢) الواسطية بشرح شيخنا (ص ١٧٩) وما بعدها.
(٣) أخرجه البخاري (٤٣٣٠)، ومسلم (١٠٦١) عن عبد الله بن زيد بن عاصم . وأخرجه مسلم (١٨٤٥) عن أسيد بن حضير .
(٤) إنكار الحوض هو قول المعتزلة، ذكره عنهم سفيان الثوري ويونس بن عبيد، ونسبهم إليهم الأشعري والسِّجزي، ونسبه للمعتزلة والخوارج: ابن بطَّال وابن عبد البر وغيرهم. ينظر: الشريعة للآجري (رقم ٢٠٦٢)، وحلية الأولياء (٣/ ٢١)، والإبانة (٢/ ٢٤٥ - ٢٤٦)، ورسالة السِّجزي إلى أهل زبيد (ص ٢٧٠ - ٢٧١) شرح صحيح البخاري لابن بطال (١٠/ ٤٦٦)، والتمهيد (٢/ ٢٩١).

<<  <   >  >>