للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مكي بن أبي طالب (١)، والقاضي عبد الوهاب (٢)، ومعلومٌ أنَّ تلاميذه أعلمُ بمراده، فتدبَّر (٣).


(١) مكي بن أبي طالب: أبو محمد مكي بن أبي طالب حموش بن محمد بن مختار القيسي، أخذ بالقيروان عن ابن أبي زيد والقابسي، وحج ولقي بالمشرق جلة من الشيوخ وأخذ عنهم، ودخل قرطبة وأخذ عنه جماعة، غلب عليه علم القرآن وكان من الراسخين فيه، له من المصنفات: تفسير القرآن وسماه «الهداية إلى بلوغ النهاية»، و «الإبانة عن معاني القراءات»، و «مشكل إعراب القرآن» وغيرها، توفي سنة (٤٣٧ هـ). ينظر: ترتيب المدارك (٨/ ١٣)، والصلة في تاريخ أئمة الأندلس (٢/ ٢٧٣ رقم ١٣٩٠)، والديباج المذهب (٢/ ٣٤٢).
(٢) ينظر: الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي (٧/ ٤٦١٠)، وشرح عقيدة الإمام مالك الصغير للقاضي عبد الوهاب (ص ٢٦ - ٢٧).
(٣) وممن أبان مراد ابن أبي زيد:
أبو بكر محمد بن موهب المقبري (ت ٤٠٦ هـ) في «شرح الرسالة»، ونقل كلامه المؤيد لعبارة شيخه ابن أبي زيد: شيخُ الإسلام ابن تيمية في «بيان تلبيس الجهمية» (١/ ١٧٥)، وابنُ القيم في «اجتماع الجيوش الإسلامية» (٢/ ١٥٦)، والذهبي في «العلو» (ص ٢٦٤). ولصريح كلام محمد بن موهب في إثبات علو الذات؛ شنَّع عليه زاهد الكوثري؛ فقال: «وأبو بكر محمد بن وهب (كذا في أصل الطبعتين) شارح رسالة ابن أبي زيد مسكين مضطرب بعيد عن مرتبة الحجة»! تنظر: حاشية تحقيقه للسيف الصقيل (ص ١٠٩. ط السعادة)، و (ص ٩١. ط المكتبة الأزهرية).
وقال محمد بن الحسن المرادي القيرواني المالكي صاحب رسالة «الإيماء إلى مسألة الاستواء»: «والسادس: قول الطبري، وابن أبي زيد، والقاضي عبد الوهاب، وجماعة من شيوخ الحديث والفقه، وهو ظاهر بعض كتب القاضي أبي بكر ، وأبي الحسن، وحكاه عنه أعني عن القاضي أبي بكر القاضي عبد الوهاب نصًا، وهو أنه سبحانه مستوٍ على العرش بذاته، وأطلقوا في بعض الأماكن فوق عرشه … ». نقله عنه بتمامه: القرطبي في «الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى» (٢/ ١٢١ - ١٢٩) ونقل جزءًا منه: ابن تيمية في «بيان تلبيس الجهمية» (١/ ١٦٨ - ١٧٠) والذهبي في «العلو» (ص ٢٦١).
وممن فهم من كلام ابن أبي زيد إرادة الفوقية والعلو: العز بن عبد السلام، فقال: «ظاهر ما ذكره ابن أبي زيد القول بالجهة؛ لأنه فرّق بين كونه على العرش وبين كونه مع خلقه بعلمه». فتاوى البُرزُلي (١/ ٣٨٥).
وابن العربي المالكي في العواصم (ص ٢١٥): قال: «ثم جاءت طائفة ركبت عليه فقالت: «إنه فوق العرش بذاته» وعليها شيخ المغرب أبو محمد عبد الله بن أبي زيد».
وابن جزي الكلبي المالكي، في تفسير الآية (٥٤) من الأعراف ﴿اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ﴾ قال: «حمَلَهُ قومٌ على ظاهِره؛ منهم ابنُ أبي زَيْدٍ وغيرُه». التسهيل لابن جزي (٢/ ٣٤٨).
وصرح أيضًا: أبو العباس أحمد زروق في «شرح الرسالة» (١/ ٤٢) بإشكال ظاهِرِه، وأنه مما يجب تأويله؛ فقال: «وبالجملة فإخراجه عن ظاهره المحال واجب، وعذر الشيخ في ذِكره واضح».
وصرح التاج السبكي في «طبقات الشافعية» (٩/ ٧٨) بمراد ابن أبي زيد؛ فقال ناقمًا عليه وعلى ابن عبد البر: «وأما ما حكاه عن أبي عمر ابن عبد البر؛ فقد علم الخاص والعام مذهب الرجل ومخالفة الناس له، ونكير المالكية عليه أولًا وآخرًا مشهور، ومخالفته لإمام المغرب أبي الوليد الباجي معروفة، حتى إن فضلاء المغرب يقولون: لم يكن أحد بالمغرب يرى هذه المقالة غيره وغير ابن أبي زيد، على أن العلماء منهم من قد اعتذر عن ابن أبي زيد بما هو موجود في كلام القاضي الأجلّ أبي محمد عبد الوهاب البغدادي المالكي ».

<<  <   >  >>