للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقد خشيت. قالت: ما كان الله (١) ليفعل بك سوءا، إنك لتصدق الحديث، وتصل الرحم، وتؤدي الأمانة. ثم إن خديجة قالت لأبي بكر الصديق: انطلق مع محمد إلى ورقة بن نوفل، فإنه رجل يقرأ الكتب (٢)، فليذكر له ما يسمع. فانطلقا، حتى أتيا ورقة. فقال له النبي : إني إذا خلوت، دعيت «يا محمد»، فأسمع صوتا ولا أرى شيئا. قال له ورقة: ليس عليك بأس، فإذا دعيت فاثبت، حتى تسمع ما يقال لك، فتثبت للصوت. فقال له: قل: «بسم الله الرحمن الرحيم». فقال: بسم الله الرحمن الرحيم. فأعادها عليه ثلاث مرات. ثم قال: قل «الحمد لله رب العالمين»، ثلاث مرات. حتى ختمها (٣)، فقال له: قل «آمين». ثم رجع النبي إلى ورقة. فذكر له ذلك. فقال: أشهد أنك النبي الذي بشر به عيسى بن مريم، وأنك الذي نجد في الكتاب، وإنك لنبي مرسل، ولتؤمرن بالقتال، ولئن طالت لي (٤) الحياة، لأقاتلن معك.

١٩٤ - قال الكلبي: هو ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي تنصر حتى استحكمت نصرانيته. ثم خرج إلى الشام. فمات هناك. وقال بعضهم: مات بمكة بعد المبعث، ودفن بها.

١٩٥ - وقال الواقدى: أقام ورقة على النصرانية، فكان يدعا القس. وعاش حتى بعث النبي ، فلقيه ببعض طرق مكة، فقال له:

يا محمد، إنه لم يبعث نبي إلا له آية وعلامة، فما آيتك؟ فدعى رسول الله سمرة، فأقبلت تخد الأرض خدا. فقال ورقة: أشهد لئن أمرت بالقتال، لأقاتلن معك ولأنصرنك نصرا مؤبدا. ثم مات. فقال


(١) خ: ابيه.
(٢) ورقة، كان امرأ تنصر في الجاهلية وكان يكتب الكتاب العبراني، فيكتب بالعبرانية من الإنجيل ما شاء أن يكتب». البخارى، كتاب بدء الوحى (وكذلك في الأغانى ٣/ ١٤، أما في تفسير سورة العلق وفي كتاب تعبير الرؤيا، فروى: العربي والعربية.
(٣) القرآن، الفاتحة (١/ ١ - ٧).
(٤) خ: في.

<<  <  ج: ص:  >  >>