لهذا فإن ما أورده المرحوم أحمد تيمور في كتابه التذكرة ص ٣٧ نقلا عن كتاب مشاهد الصفا أن الشريف كان يطلق في الصدر الأول على من كان من أهل البيت سواء كان علويًا أو جعفريًا أو عباسيًا، ثم خصه الفاطميون بذرية الحسن والحسين ﵍. هو نص ضعيف الحجة في أوله، ومتفق معنا في نصفه الأخير. ويشبه هذا النص أيضًا ما أورده في التذكرة نقلا عن كتاب عذراء الرسائل.
فالشريف في الصدر الأول لم يكن يقصد به إلا معنى السيد والماجد. وقصة جبلة بن الأسهم وهو غسانى، وتنصره في أيام عمر معروفة، وقد ندم فقال:
تنصرت الأشراف من عار لطمة … وما كان فيها لو صبرت لها ضَرَرْ
وينقل لنا المرحوم أحمد تيمور أن لقب شريف أطلق على غير آل البيت، من ذلك في طبقات السبكي: الشريف العمري لأحد ذرية سيدنا عمر، وما ينقله عن الضوء اللامع عدم تخصيص الشرف ببنى فاطمة ﵍ في بعض النواحى بل يطلقونه على بني العباس بل وسائر بني هاشم.
وفي الحق أنه في عهودنا هذه تنصرف كلمة شريف إلى من كانوا من آل البيت، مع أنها قد ابتذلت في بعض البلاد فصارت تطلق على من دخل الإسلام من أهل الملل الأخرى.
والبلاذرى لم يُرِد بعنوان كتابه أنساب الأشراف أن يترجم لآل البيت، وذلك واضح مما اشتمل عليه الكتاب من تراجم وأنساب وما كان متعارفًا له في عهده وقبله من معنى الشريف في اللغة.
ويتضح لنا ذلك أيضًا مما ألفه السابقون للبلاذرى، فالمدائني من مؤلفاته: كتاب أشراف عبد القيس، وابن عبدة من مؤلفاته: كتاب أشراف بكر وتغلب وعبد القيس وبكر وتغلب لا تمت إلى الهاشميين ولا القرشيين ولا المضريين وإنما هي من ربيعة.
وأشار المرحوم أحمد تيمور إلى الأغانى جـ ١٥ ص ٩١ طبع بولاق - وهذا نجده في ترجمة محمد بن صالح العلوى الذي ينتهي نسبه إلى الحسن بن علي