ابن أبي طالب ناقلا ما يأتي:"تدعو لي بالشريف (١) المتولى أمر هذا الجيش" وقال تيمور: وهو حسنى. وبالرجوع إلى القصة نجد أن حمدونة بنت عيسى بن موسى الحرى التي خرجت في قافلة إنما تعنى بالشريف السيد أو الماجد أو رئيس الجيش ذلك أن محمد بن صالح العلوى كان يقطع الطريق وذلك في أيام المتوكل، فقال:"خرجت في سنة كذا وكذا ومعى أصحابي على القافلة الفلانية فقاتلنا من كان فيها فهزمناهم وملكنا القافلة، فبينا أنا أحوزها وأنيخ الجمال إذ طلعت عليّ امرأة من العمارية ما رأيت قط أحسن منها وجهًا ولا أحلى منطقًا فقالت: يا فتى إن رأيت أن تدعو لى بالشريف المتولى أمر هذا الجيش؟ إلخ. . . ." فهي لا تعرف إلا أنها وقعت في أيدى جيش لقاطع طريق. وصاحب الأغانى لم يكن يعنى بالشريف والأشراف إلا السادة، من ذلك ما جاء في الجزء الرابع من الأغانى ص ٢٩٩ طبعة دار الكتب في ترجمة الدلال: وكان يجالس المشيخة والأشراف فيفيض معهم في أخبار الناس وأيامهم حتى قضى نحبه.
ويرى (جوتين) أيضًا أن الأشراف يراد بها النبلاء والعرب الخلص، ومن كان يُفرض له في بيت المال ألفا درهم أو ألفان وخمسمائة، واستشهد لذلك الأخير بما جاء في أنساب الأشراف نفسه في ص ٣٢ جـ ٥ الذي حققه وهو يأتي في الخطبة في صفحة ٩٣٧ بالمجلد الخامس ونصه:"فقال له عتاب بن علاق أحد بني عوافة بن سعد وكان شريفًا. وكان عمر بن الخطاب فرض لعتاب هذا الأشراف في ألفين وخمسمائة" واستشهد بما جاء في ص ١٣٦ وهو في الخطية يأتى في ص ٩٩٦ المجلد الخامس: وقتل الضحاك وقُتل معه من الأشراف ثمانون كلهم كان يأخذ القطيفة كان لكل رجل منهم في العطاء ألفان وقطيفة يعطونها مع عطائهم.
(١) لعلها أيضًا محرفة عن كلمة العريف ومعناها: القيم بأمر القوم.