للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أصابني. وأعطت خزاعة ولده العقل. وقال: فانظروا عقري عند أبي أزيهر الدوسي من الأزد، ولا يفوتنكم. فعدا (١) هشام بن الوليد على أبي أزيهر بعد بدر، فقتله. وهو أبو أزيهر بن أنيس بن الحيسق، من ولد سعد بن كعب بن الغطريف. وكان أبو أزيهر حليفا لأبي سفيان بن حرب بن أمية.

فزوج ابنته من عتبة بن ربيعة. وتزوج الوليد بن المغيرة ابنة له أخرى. فأمسكها أبو أزيهر ولم يهدها إليه. وزوج عاتكة ابنته أبا سفيان، فولدت له محمد ابن أبي سفيان، وعنبسة بن أبي سفيان. وكان قتل (٢) هشام أبا أزيهر بذي المجاز. فخرج يزيد بن أبي سفيان، فجمع جمعا من بني عبد شمس وغيرهم من بني عبد مناف، وتسلح وأراد قتال بني مخزوم. وبلغ أبا سفيان، وكان حليما يحب قومه، فخاف أن يكون بين قريش نائرة حرب بسبب أبي أزيهر.

فأتى يزيد، فأخذ الرمح من يده، وقال: قبحك الله، أتريد أن تضرب بعض قريش ببعض وقد ترى ما هي فيه من محمد؟ فقال: أخفرت صهرك وحليفك وأنت راض بذلك؟ فقال: من لم يصبر على صغير المكروه، فقد تعرض للكبيرة. وأطفأ أبو سفيان ذلك الأمر. فقال حسان يحرض على الطلب بدم أبي أزيهر، ويعير أبا سفيان (٣):

غدا أهل ضوجي ذي المجار كليهما … وجار ابن حرب بالمغمس ما يغدو

وقد يمنع العير الضروط ذماره … وما منعت مخزاة والدها هند

كساك هشام بن الوليد خزاية … فأبل وأخلق مثلها جددا بعد

فقال أبو سفيان: إنما ذهب حسان ليغري بيننا فيشتفي هو وأصحابه بذلك.

وحمل ديته. وقال جعدة بن عبد الله بن عبد العزى:


(١) خ: فغدا (بالغين المعجمة).
(٢) خ: قبل.
(٣) ديوان حسان، ق ١٩٥، ب ١، ٥، ٢، ابن هشام، ص ٢٧٥، مصعب، ص ٣٢٣، المنمق، ص ١٥٦ - ١٥٧ (في الديوان في الأول «حضنى» بدل «ضوجى»، و «بسحرة» بدل «كليهما».، وفي لأصل كان «كلاهما» والتصحيح عن ابن هشام. وفي الديوان كذلك «بالمحصب» بدل «بالمغمس». وفي الثانى في الديوان «فما منع» بدل «وقد يمنع»، وعند ابن هشام «ولم يمنع». وفي الثالث في الديوان «ثيابه» بدل «خزاية»، و «أخلف» بدل «وأخلق». وفي الأصل «بعدوا» بدل «بعد».

<<  <  ج: ص:  >  >>