للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لا أرى في الأنام مثل هشام … أبدا من مسود ومسود

يوم (أ) لقى أبا أزيهر غضبا … لم يكن عند ذاك بالمحدود

ثم ولى بذي المجاز كريما … غير ما طائش ولا رعديد

وكان سعد بن صفيح بن الحارث الدوسي، وهو خال أبى هريرة عمير ابن عامر بن عبد الله بن ذي الشركي، لا يأخذ أحدا من قريش إلا قتله بأبي أزيهر. فممن قتل بجير بن العوام بن خويلد، ولقيه باليمامة، وبجاد بن السائب بن عويمر بن عائذ بن عمران بن مخزوم. وكان ضرار بن الخطاب ابن مرداس الفهري بالسراة، وهي فوق الطائف وهي بلاد دوس والأزد، فوثبت دوس عليه ليقتلوه بأبي أزيهر، فسعى حتى دخل بيت امرأة من الأزد، يقال لها أم جميل، واتبعه رجل منهم ليضربه. فوقع ذباب السيف على الباب، وقامت في وجوههم فذبتهم ونادت قومها. فمنعوه لها. فلما استخلف عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، ظنت أنه أخوه. فأتت المدينة. فلما كلمته، عرف القصة، فقال: لست بأخيه إلا في الإسلام وهو غاز بالشام، وقد عرفنا منتك عليه. فأعطاها على أنها ابنة سبيل. وقال الواقدي: اسمها أم غيلان، وذلك أثبت. والذي زعم أنها «أم جميل»، أبو عبيدة معمر بن المثنى. وقال ضرار بن الخطاب (١):

جزى الله عنا أم غيلان صالحا … ونسوتها إذ هن شعث عواطل

فهن دفعن الموت بعد اقترابه … وقد برزت للثائرين المقاتل

دعت دعوة دوسا فسالت شعابها … بعزف لما بيد منهم تخاذل

وجردت سيفي ثم قمت بنصله … وعن أي نفس بعد نفسي أقاتل

وقيل إن أم غيلان هذه كانت مولاة للأزد ماشطة.

٢٧٨ - وقال ابن الكلبي ولد أبو أزيهر أبا جنادة. فولد أبو جنادة:


(١) المنمق، ص ١٥٩. وعنده الشطر الثانى من البيت الثالث: «برجل وآردتها الشرذم القوابل»، ثم زاد بيتا:
وعمر جزاه الله خيرا فما ربى (؟) … وما رست (؟) منه لدى المفاضل
وفي الرابع «فجردت» بدل «وجردت».

<<  <  ج: ص:  >  >>