للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويقول النيسابوري في الرد على من قال بخطأ هذه القراءة: «والحق عندي في هذا المقام أن القرآن حجة على غيره، وليس غيره حجة عليه، والقراءات السبع كلها متواترة، فكيف يمكن تخطئة بعضها؟ فإذا ورد في القرآن المعجز مثل هذا التركيب لزم القول بصحته وفصاحته وألا يلتفت إلى أنه هل ورد له نظير في أشعار العرب وتراكيبهم أم لا؟ وإن ورد فكثير أم لا؟ » (١).

الوقفة الثانية: أن هذا الشاهد الشعري الذي استنكره الزمخشري وردَّهُ، ورَدَّ القراءةَ معه، ليس الوحيد الذي حفظ على هذه القاعدة، وإنما هناك شواهد شعرية كثيرة، أورد أكثرها ابن مالك (٢).

ومن الأمثلة قول ابن عطية: «وقال الكوفيون: إنه قد يدخلُ حرفُ النداءِ على اللهم، وأنشدوا على ذلك:

وما عليكِ أَن تَقولي كُلَّمَا ... سَبَّحتِ أَو هلَّلتِ ياللهمَ مَا

ارددْ علينا شيخَنا مُسَلَّما

قالوا: فلو كانت الميم عوضًا من حرف النداء لما اجتمعا. قال الزجاج: وهذا شاذ لا يعرف قائله، ولا يتركُ لهُ ما في كتاب اللهِ، وفي جَميعِ ديوانِ العَرَبِ» (٣). والشاهد في قول الزجاج من حكمه على الشعر بالشذوذ، ورده لجهالة قائله.


(١) غرائب الفرقان ٨/ ٣٧.
(٢) من الشواهد قولُ الطرمَّاح (ديوانه ١٦٩):
يَطُعْنَ بِجوزيِّ المراتعِ لَمْ يُرَعْ ... بِواديهِ مِن قَرعِ - القَسيَّ - الكنائِنِ
وقول أبي جندل الطهوي في صفة جراد (شرح الكافية ٢/ ٩٨٦):
يَفرُكُ حَبَّ السنبلِ الكُنَافِجِ ... بالقاعِ فَركَ - القُطُنَ - المَحَالِجِ
انظر: شرح الكافية الشافية ٢/ ٩٧٨ - ٩٧٩ فقد ذكر عددًا من الشواهد الشعرية المؤيدة لهذا الأسلوب.
(٣) المحرر الوجيز ٣/ ٤٩.

<<  <   >  >>