للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

و «لديه»، وأورد الآية الكريمة، والشاهد الشعري (١)، ونقل عن غيره (٢). كما ذكر البغدادي أن الشاهد غير مجهول القائل، وأنه رآه في ديوان الأغلب العجلي الراجز (٣).

وقد كرر الزمخشري ذلك عند تفسير قوله تعالى: {مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ} [إبراهيم: ٢٢] (٤)، وقال: «الإصراخ: الإغاثة، وقرئ: «بمصرخيِّ». بكسر الياء، وهي ضعيفة، واستشهدوا لها ببيت مجهول:

قالَ لها: هَلْ لكِ يا تَا فِيِّ؟ ... قالتْ له: مَا أنتَ بالمرضيِّ» (٥).

ومن الأمثلة كذلك قول ابن عطية: «قال أبو علي وغيره: هذا أن كل موضع تلزم الحركة فيه ياء مستقبلة. فالإدغام في ماضيه جائز، ألا ترى أن قوله تعالى: {عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} [القيامة: ٤٠] (٦) لا يجوز الإدغام فيه؛ لأن حركة النصب غير لازمة. ألا ترى أنها تزول في الرفع وتذهب في الجزم. ولا يلتفت إلى ما أنشده بعضهم لأنه بيت مجهول:

وكأَنَّها بينَ النساءِ سبيكةٌ ... تَمْشي بِسُدَّةِ بيتها فَتَعِيُّ» (٧).

والحق أَنَّ الشاهد الذي لم يعرف قائلهُ إذا صدر مِمَّن يُحتجُّ بقوله، أو رواه عالم ثقةٌ صحَّ الاستشهادُ به، وقد استشهد الأصمعيُّ بِرَجَزٍ مشكوكٍ في نسبته للأغلب العجليِّ ثُمَّ قال: «إِن لم يكن له فهو لِغَيْره مِمَّن هو ثَبتٌ أو ثقة» (٨).

والمفسرون الثقات الذين أوردوا هذه الشواهدَ المَجهولةَ، على


(١) انظر: شرح كافية ابن الحاجب ٢/ ٢٩٥.
(٢) انظر: خزانة الأدب ٤/ ٤٣٤.
(٣) انظر: خزانة الأدب ٤/ ٤٣٤، التصريح لخالد الأزهري ٢/ ٦٠، وديوان الأغلب العجلي ١٦٩.
(٤) إبراهيم ٢٢.
(٥) الكشاف ٢/ ٥٥١، خزانة الأدب ٤/ ٣٤٣.
(٦) القيامة ٤٠.
(٧) المحرر الوجيز ٨/ ٧٨.
(٨) انظر: الموشح ٢٧٣.

<<  <   >  >>