للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لهم كُلَّ موثق. وهذا القول عن قطرب والطبري» (١). وهذا الذي نقله في تفسير الطبري (٢).

كما ينقل القرطبي عن ابن قتيبة كما في قوله: «وأنشد القتبيُّ (٣):

يَسُدُّونَ أَبوابَ القِبَابِ بِضُمَّرٍ ... إِلى عُنُنٍ مُستوثقاتِ الأَوَاصِرِ (٤)» (٥).

وهذه المصادر التي تقدمت للشاهد الشعري عند المفسرين، تشترك مع مصادر الشاهد الشعري عند النحويين واللغويين، وذلك أن الدراسات اللغوية في بدايتها كانت من أجل القرآن الكريم وتفسيره، وهذه المصادر هي التي صرح المفسرون بذكرها في تفاسيرهم، وربما أغفلتُ ذكر بعض المصادر التي لم يشر إليها، وإن كان المفسر قد أخذ عنها. ولا شك أن حصر مصادر العلماء في تلك الموسوعات التفسيرية بدقة فيه عسر، لاختلاف مناهجهم، وإغفالهم لكثير من المصادر التي أخذوا عنها بطريقة أو بأخرى.

وأختم بالإشارة إلى أهمية الرجوعِ لمصادر الشعر الجاهلي والإسلامي في العصر الراهن، وانتزاع الشواهد الشعرية اللغوية والنحوية منها، والاستدلال بِها على قواعد ومسائل لم يسبق للمتقدمين الاستشهاد بها، أو دعم المسائل القديمة بشواهد إضافية دون الاقتصار على شواهد المتقدمين التي أصبحت مُمِلَّةً عند بعض الطلاب.

وقد كان عبد الحميد الفراهي (٦) يفعل هذا في مصنفاته في التفسير


(١) الجامع لأحكام القرآن ١/ ١٥٨.
(٢) انظر: تفسير الطبري ١/ ٣٨٧.
(٣) لم أجده عند ابن قتيبة في المطبو ع من كتبه.
(٤) البيت لِسَلمَةَ بن الخَرشب الأَنْماري.
(٥) الجامع لأحكام القرآن ٣/ ٩.
(٦) هو عبدالحميد بن عبدالكريم بن قربان الفراهي الهندي ولد سنة ١٢٨٠ هـ وتوفي سنة ١٣٤٩ هـ، له تفسير نظام الفرقان، وله كتاب المفردات في غريب القرآن، وغيره. انظر: ترجمة الفراهي بقلم السيد سليمان الندوي في مقدمة كتاب إمعان في أقسام القرآن للفراهي ١٥.

<<  <   >  >>