كتاب الشاهد الشعري في تفسير القرآن الكريم أهميته، وأثره، ومناهج المفسرين في الاستشهاد به

روايات المسائل - أولا: نقد الأسانيد - ص: 271

كِلاهُما - أَبو عبدِالله المروزيُّ، ومُحمدُ بن علي بن الحسن، عَن أَبي صَالح: هَديّة بن عبد الوهابِ (١)، عن مُحمدِ بنِ شُجاعٍ (٢)، عن مُحمدِ بن زِيَادٍ اليَشْكُريِّ، عَن مَيمونَ بنِ مِهرانَ، أَنَّ نافعَ بن الأزرقِ سأَلَ ابنَ عباسٍ فقال: أَخْبِرني عَن قول الله عَزَّوَجَلَّ َّ: {وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا} [مريم: ٨] (٣)، مَا العِتيُّ؟ قال: البُؤْسُ من الكِبَرِ، قالَ الشاعرُ (٤):

إِنَّمَا يُعذَرُ الوَليدُ ولا يُعْـ ... ـذَرُ مَنْ كانَ في الزَّمَانِ عُتيَّا (٥)

هذَا مَا ذَكرهُ الحاكمُ فقط. وأَمَّا ابنُ الأَنباريِّ فقد أَوْرَدَ بِهَذا الإِسْنادِ خَمسينَ مسألةً (٦). وأَورده السيوطيُّ (٧)، وعَزَاهُ للحاكمِ، ولابنِ الأَنباريِّ (٨).

* الطريق الثاني: مَدَارهُ على عثمان بن عبد الرحَمن الطرائفيِّ. روى الطبراني (٩) من طريق إبراهيم بن بشار الرمادي. وابنُ الأنباري (١٠) من طريق هشام بن عمار. وأَبو طاهر العَلاَّف (١١)، وأبو نصر مُحمدُ بن عيسى العُكْبَريُّ (١٢)، من طريق أَبِي بَكرٍ أَحْمدَ بن عبدالرحمن بنِ المُفَضَّلِ الحرَّانِيِّ.

---

(١) في المستدرك: «هدية بن عبد الوهاب»، وفي الوقف والابتداء: «هدية بن مجاهد»، والصحيح الأول وهو المروزي، قال الذهبي: ثقة، مات سنة ٢٤١ هـ انظر: الكاشف للذهبي ٢/ ٣٣٤.
(٢) محمد بن شجاع هو النبهاني المروزي، ضعيف، مات قبل ٢٠٠ هـ. انظر: تقريب التهذيب ٨٥٣.
(٣) مريم ٨.
(٤) هو إبراهيم بن هرمة.
(٥) ديوانه ٢٢٦، وهو في مجاز القرآن ٢/ ٢، الأغاني ١٢/ ٢٢٧.
(٦) انظر: إيضاح الوقف والابتداء ١/ ٧٦ - ٩٨.
(٧) انظر: الدر المنثور ٥/ ٤٨٢.
(٨) والأَثرُ بِهَذا الإِسنادِ موضوعٌ؛ لأن في إِسنادهِ مُحمدَ بنَ زِيادٍ اليَشْكُريّ، قال الإمام أحْمد عنه: «كَذَّابٌ؛ يضعُ الحديث»، وقال يحيى بن معين: «كَذَّاب». انظر: ميزان الاعتدال للذهبي ٦/ ١٥٤.
(٩) المعجم الكبير ١٠/ ٢٤٨.
(١٠) الأضداد ٣٣.
(١١) مسائل نافع بن الأزرق ٣١.
(١٢) المصدر السابق ٣١.