للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

«أي: قصد المسجد الحرام، قال الهذلي (١):

إِنَّ العَسيرَ بِهَا دَاءٌ مُخامِرُها ... فَشَطْرُها نَظَرَ العَيْنينِ مَحسورُ (٢)

العَسِيْرُ: الناقة التي لم تُرْكَب، شطرُها: نَحوُها. وقال ابن أحمر:

تَعدو بنَا شَطْرَ جَمْعٍ وهي عَاقِدَةٌ ... قد كاربَ العقدُ من إِيفَادِها الحُقُبَا (٣)

إيفادُها: سُرعتها». (٤)

فقد بَيَّنَ معاني المفردات الغامضة، باختصار شديد، وقد نقل شرحه أصحاب المعاجم فقال في اللسان في شرح البيت: «العسير الناقة التي لم تُرَضْ، ونصب شطرها على الظرف أي نحوها». (٥) وشرح البغدادي بيت عمرو بن أحمر فقال: «وتعدو، أي: الناقة، من العدو، وهو ما قارب الهرولة، وهو دون الجري. وبنا، أي: بي وبغلامي؛ فإنه كان زميلي على الناقة. والشطر هنا بمعنى الجهة. وجمع: اسم المزدلفة. وسميت به إما لأن الناس يجتمعون بها، وإما لأن آدم اجتمع هناك بحواء. والعاقدة: الناقة التي قد أقرت باللقاح، لأنها تعقد بذنبها فيعلم أنها حملت. وقيل: العاقدة: التي تضع عنقها على عجزها. والإيفاد: الإسراع، مصدر أوفد بالفاء، أي: أسرع. والحقب، بفتح المهملة والقاف: حبل يشد به الرحل إلى بطن البعير مما يلي ثِيلَهُ، أي: ذكره، كي لا يجتذبه التصدير. تقول منه: أحقبت البعير». (٦) وهنا يلاحظ الفرق بين شرح أبي عبيدة وشرح البغدادي، فقد اكتفى أبو عبيدة بشرح مفردة واحدة في البيت وهي الإيفاد، في حين شرح البغدادي وهو من المتأخرين (ت ١٠٩٣ هـ) جميع مفردات الشاهد الشعري.


(١) هو قيس بن خويلد الهذلي.
(٢) الكامل ٢/ ٥٠٣، لسان العرب ٣/ ١٦٨ (حسر).
(٣) انظر: ديوانه ٣٨.
(٤) مجاز القرآن ١/ ٦٠، وانظر: مجاز القرآن ١/ ٤١١.
(٥) لسان العرب ٣/ ١٦٨ (حسر).
(٦) خزانة الأدب ٦/ ٢٥٥.

<<  <   >  >>