للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في باب شواهد التفسير ليس له نظير فيما طبع من كتب التفسير.

٤ - ما ورد في الجدول السابق هو ما نسبه المفسرون لقائله بعينه، وأغفلت ما نسبه المفسرون لقبيلة الشاعر، وهو يعد تقريبًا للنسبة، ويعد من البيان الناقص للقائل، والتحقق من نسبة الشاهد إلى العصر الذي يحتج بشعر شعرائه كان هو أهم ما يعنى به المفسرون بغض النظر عن القائل له في غالب الأحوال. وقد تقدم عند دراسة عرض المفسرين للشاهد الشعري تمهيدهم للشاهد الشعري بما يوضح قائله وزمنه، بحيث يطمئن المفسر أن هذا الشاهد قول لمن يحتج بقوله، ويحتكم إلى لغته.

ومن أمثلة الاكتفاء بنسبة الشواهد إلى قبيلة الشاعر قول الطبري: «ومنه قول الهذلي» (١). وشعراء هذيل كثيرون، ولا يتميز الشاعر إلا بالتنقيب عن الشاهد في ديوان أشعار الهذليين لمعرفة قائله، إن كان في أشعار الهذليين المَجموعة، أو دواوين شعرائهم المرويَّة، وربما لا يعثر الباحث على القائل.

ومن الأمثلة كذلك التي نسب فيها المفسرون الشاهد إلى قبيلة الشاعر قول الطبري: «وقال رجل من بني أسد» (٢)، وقوله: «قال رجل من بني عدي» (٣)، وقوله: «وقال بعض بني عقيل ... » (٤)، وقوله: «وقال بعض بني سُلَيْم». (٥) وأمثال هذه النسبة التي تقرب القائل، ولكنها لا تدل عليه دلالة واضحة. (٦) ولكنها تعد في جانب من جوانبها توثيقًا للغة المنسوبة لقبيلة الشاعر، فينتفع بها من يدرس لهجات القبائل واختلافها.


(١) تفسير الطبري (شاكر) ١١/ ٤٧٩، ١٥/ ٣٧٠.
(٢) تفسير الطبري (هجر) ١/ ١٥٥، ٢٤/ ٦٩٦.
(٣) المصدر السابق ٩/ ٦١٩.
(٤) ٢٤/ ١٧١، ٢٤/ ١٠١، ١٩/ ٥٠٤، ٥٠٥.
(٥) تفسير الطبري (هجر) ٤/ ٦٣٦، وانظر: ١٥/ ٦٢٩، ١٢/ ١٤٦، ١٦/ ٩٨، ١٠/ ٢٠٦، ٢٤/ ٣٥، ١٧/ ٥٢٩.
(٦) انظر: تفسير الطبري (شاكر) ١١/ ٢٠٠.

<<  <   >  >>