للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وذلك ليلة ثلاثة عشر إلى ستة عشر». (١) فأدخل ابنَ عباسٍ مع أهل المعاني، وهو من الصحابة ولم ينسبه أحد إلى أهل المعاني ممن ترجم له، ولكن لأَنَّه ممن تكلم في معاني الآيات وتفسيرها، صح إطلاق ذلك عليه باعتبار ما نقل عنه من التفسير والنظر الدقيق.

وربما أطلقوها على مفسري التابعين، كما في قول القرطبي: «وقال جَماعةٌ من أهلِ المعاني منهم الضحاكُ والفراء في قوله تعالى: {مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} [آل عمران: ٥٥] (٢) على التقديم والتأخير؛ لأن الواو لا توجب الرتبة. والمعنى: إني رافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا ومتوفيك بعد أن تَنْزِل من السماء». (٣) والضحاك (ت ١٠٥) متقدمُ الوفاةِ، ويُعدُّ في طبقة مفسري التابعين (٤) ولكن لكلامه عن معاني الآيات أدخله مع أهل المعاني كالفراء.

وربما قصدوا بها عموم أهل التفسير، كما في قول السمعاني: «وذكر الفراء عن بعض أهل المعاني أن معنى الآية يضاعف لهم العذاب بما كانوا يستطيعون السمع فلا يستمعونَ، وسائرُ النحاةِ أنكروا تقدير الباء ها هنا». (٥)

وعندما رجعت لقول الفراء إذا هو يقول: «وقوله: {مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ} [هود: ٢٠] (٦) على وجهين: فَسَّرهُ بعضُ المفسرين: يُضاعفُ لهم العذابُ بما كانوا يستطيعونَ السمع ولا يفعلون». (٧)

وكثيرًا ما ينسب السمعاني قولًا لأهل المعاني، وهو قول المفسرين، ومن ذلك قوله: «قوله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ} [النساء: ٩٠] (٨) قال أبو عبيدة: معناه إِلَّا الذينَ ينتسبونَ إلى


(١) التفسير الكبير ٣١/ ١٠٠.
(٢) آل عمران ٥٥.
(٣) الجامع لأحكام القرآن ٤/ ٩٩.
(٤) انظر: البرهان للزركشي ٢/ ٢٩٤، تفسير الضحاك للدكتور محمد شكري ١/ ٦.
(٥) تفسير السمعاني ٢/ ٤٢١.
(٦) هود ٣٠.
(٧) معاني القرآن ٢/ ٨.
(٨) النساء ٩٠.

<<  <   >  >>