للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قومٍ، وأنشد فيه قول الشاعر (١):

إذا اتصلَتْ قَالت: أَبَكْرَ بنَ وَائلٍ ... وبَكْرٌ سَبَتْها والأُنُوفُ رَوَاغِمُ (٢)

يعنى إذا انتسبت تلك القبيلة. وأنكرَ أهلُ المعاني هذا على أبى عبيدةَ، وقالوا هذا لا يستقيم في معنى هذا الاستثناء المنعُ من القتلِ، وما كان المنعُ لأجلِ النسبةِ فإِنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان يقاتل المشركين من قريش وإن كانوا من نسبه بل معنى قوله: {إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ} [النساء: ٩٠] أَي: يُخالطونَ ويتصلونَ بقومٍ كان بينهم وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - موادعةٌ وعهدٌ». (٣) والذين أنكروا هذا على أبي عبيدة هم المفسرون كالطبري. (٤)

٣ - اللغويين والنحويين.

رُبَّما يعبر المفسرون كالسمعاني بأهل المعاني بما يوحي أنه يعني به النحويين خاصة في مثل قوله: «قال أهل المعاني من أرباب النحو» (٥) ومثل ذلك قول ابن جُزَيٍّ الكلبي: «وصنف في معاني القرآن جماعة من النحويين كأبي إسحاق الزجاج، وأبي علي الفارسي، وأبي جعفر النحاس». (٦) وقال الرازي: «وهذا قولُ جَميعِ أهل المعاني والعربية». (٧) ولذلك عَرَّفت مُحققةُ «معاني القرآن» للأخفش معانيَ القرآنِ بأَنَّهُ: «التفسير النحوي للقرآن». (٨)

٤ - البلاغيين.

وربما عنى المفسرون بأهل المعاني أهل العناية بالبحث في بلاغة القرآن خاصة، ولا سيما ما سُمِّي بعلم المعاني منه، وكثيرًا ما ينقل


(١) هو الأعشى.
(٢) انظر: ديوانه ٨١
(٣) تفسير السمعاني ١/ ٤٥٩ - ٤٦٠.
(٤) انظر: تفسير الطبري (هجر) ٧/ ٢٩٣، المحرر الوجيز ٤/ ٢٠١ - ٢٠٢.
(٥) تفسير السمعاني ٢/ ٨٣، ٣/ ٧٥.
(٦) التسهيل لعلوم التنزيل ١/ ١٠.
(٧) المصدر السابق ٢١/ ٧٠.
(٨) مقدمة تحقيق معاني القرآن للأخفش لهدى قراعة ١/ ٣٣.

<<  <   >  >>