للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فهو أَخْرَج، تطلبُ الإضاضا: أَي تطلبُ مَوضعًا تدخلُ فيه، وتلجأُ إليه». (١)

٢ - وقال الفراء في تفسير قوله تعالى: {يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ (٣٥)} [الرحمن: ٣٥] في تفسير معنى النحاس: «الشُّواظُ: النارُ المَحضَةُ، والنُّحاسُ: الدُّخانُ. أنشدني بعضهم:

يُضِيءُ كَضوءِ سِراجِ السَّليـ ... ـطِ لَمْ يَجْعلِ اللهُ منهُ نُحاسا (٢)». (٣)

٣ - ومن أمثلة الشاهد اللغوي في معاني القرآن للأخفش قوله: «قال الله تعالى: {إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (٢٥)} [الغاشية: ٢٥] (٤)، وهو الرجوع، قال الشاعر (٥):

فأَلْقَتْ عصاها واستَقرَّتْ بِها النَّوَى ... كما قَرَّ عَيْنًا بالإِيابِ المُسافِرُ (٦)». (٧)

وهناك غرض يدخل في هذا وهو الاستشهاد بالشعر لغرض تأكيد الفهم الصحيح لشاهد شعري آخر، يكون عرضة لاختلاف الرواية في بعض مفرداته، ويمكن التمثيل له بقول ابن قتيبة عندما روى عن أبي حاتم السجستاني قول أمية بن أبي الصلت:

عَسَلٌ ما ومِثْلُهُ عُشَرٌ مَا عائِلٌ ما وعالتِ البَيْقُورا (٨)

فعقَّب ابن قتيبة على رواية أبي حاتم بقوله: «هكذا رواهُ «عَسَلُ ما»، وإِنَّما هو «سَلَعٌ ما» ... والدليلُ على أَنَّ الروايةَ «سَلَعٌ ما»، قولُ الآخرِ (٩):

أَجاعِلٌ أنتَ بَيقُورًا مُسَلَّعَةً ... ذَريعةً لكَ بَيْن اللهِ والمَطَرِ (١٠)». (١١)


(١) معاني القرآن ٣/ ١٨٦.
(٢) البيت للنابغة الجعدي.
(٣) تقدم تخريجه.
(٤) الغاشية ٢٥.
(٥) هو مُعَقِّرُ بن حِمار البارقي.
(٦) انظر: الأغاني ١١/ ١٦٠.
(٧) معاني القرآن ١/ ٢١٣.
(٨) تقدم تخريجه وشرحه ص ٣٧٥.
(٩) هو الشاعر الورل الطائي.
(١٠) انظر: لسان العرب ٥/ ١٤٠، شعراء طي وأخبارها ٢/ ٤٩٦.
(١١) تأويل مشكل القرآن ٩٤ - ٦٥.

<<  <   >  >>