للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يتبيَّنُ فيها وجهُها ومعناها». (١)

و«توجيه القراءات» يُسمَّى بِهذا (٢)، وله أسماءُ أُخرى المقصودُ بِها واحدٌ أو متقارب، ومنها «الاحتجاج للقراءات» (٣)، و «وجوه القراءات» (٤)، و «عِللُ القراءات» (٥)، و «إعراب القراءات» (٦)، و «معاني القراءات» (٧) وبكلِّ اسمٍ من هذهِ الأسماءِ صُنِّفَتْ مُصنَّفاتٌ، غير أَنَّ الذي استقر عليه الاصطلاح في الوقت الراهن تسميته بتوجيه القراءات.

وقد عُنِيَ المفسرون بتوجيه القراءات من حيث اللغة والنحو في كتب التفسير، وظلَّ توجيه القراءات والاحتجاج لها منثورًا في كتب معاني القرآن والتفسير مدةً طويلةً من الزمن، ثُمَّ أَخَذَ يستقلُّ وينفصلُ شيئًا فشيئًا حتى نضجَ، واستقلَّ بأُصولهِ ومؤلفاته بعد تصنيف ابن مجاهد (ت ٣٢٤ هـ) (٨) لكتابه في القراءات السبع، واقتصاره على الطرق الصحيحة لتلك القراءات.


(١) توجيه مشكل القراءات العشرية للدكتور عبد العزيز الحربي ٦٥، وانظر: القراءات القرآنية لعبد الحليم قابة ٣٠، فصول في أصول التفسير لمساعد الطيار ١٢٦.
(٢) مثل تسمية شريح بن محمد الرعيني كتابًا له باسم «الجمع والتوجيه لما انفرد به الإمام يعقوب بن إسحاق الحضرمي». انظر: فهرسة ابن خير ٣٨ - ٣٩، وكتاب عبد الفتاح القاضي «القراءات الشاذة وتوجيهها من لغة العرب».
(٣) ككتاب «الحجة في القراءات السبع» للفارسي، و «الحجة» المنسوب لابن خالويه، و «حجة القراءات» لابن زنجلة.
(٤) مثل كتاب ابن قتيبة «وجوه القراءات». انظر: تأويل مشكل القرآن ٦٤، وهذا المصطلح عند المتقدمين، وأَمَّا متأخرو القراء فيعنون به الخلاف الذي يقع في بعض صور الأداء: كأوجه البسملة، والوقوف.
(٥) مثل كتاب الأزهري «علل القراءات»، ولابن الفَتِّي، والسَّجَاونديِّ كتبٌ بِهذا العنوان أيضًا.
(٦) مثل كتاب «إعراب القراءات وعللها» لابن خالويه، وإعراب القراءات لإسماعيل بن خلف.
(٧) مثل كتاب «معاني القراءات» لأحمد بن قاسم اللخمي. انظر: غاية النهاية ١/ ٩٧.
(٨) هو أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد البغدادي، تتلمذ على أبي جعفر =

<<  <   >  >>