يرتَدِعَ، وإن رأى من نفسه قوةً على طاعَةِ الله ومثابرةً عليها وقيامًا بها فلْيُغَلِّبْ جانب الرَّجاء حتى يُحْسِن الظَّنَّ بالله، وهذا يرجع إلى الإنسان نفسه، والإنسانُ في بعض الأحيان يُغَلِّب هذا، وبعض الأحيان يُغَلِّب هذا.
الْفَائِدَةُ السَّابِعَةُ: إثبات عذابِ الآخرة؛ لقوله:{يَحْذَرُ الْآخِرَةَ} ولا يُحْذَر الشَّيْءُ إلا بثُبُوته، أَمَّا ما ليس بثابِتٍ فلا يُحْذَر.
الْفَائِدَةُ الثَّامِنَةُ: أنه في باب الجزاء والأَحْكامِ يُغَلَّبُ جانب الرُّبُوبِيَّة؛ لقوله:{وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ} لأنَّ الرُّبوبِيَّة هي التي بها التَّصَرُّف والسُّلطان.
الْفَائِدَةُ التَّاسِعَةُ: أنه لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون؛ لقوله:{قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}.
الْفَائِدَةُ الْعَاشرَةُ: أن هذا النَّفْيَ أمرٌ مُعْتَرَفٌ به؛ لأنَّه جاء بصيغة الاسْتِفْهام، ونحن ذكرنا أنه إذا جاء الاسْتِفْهام مرادًا به النَّفْيُ صار مُشْرَبًا معنى التَّحدي.
الْفَائِدَةُ الحَادِيَةَ عَشْرَةَ: فضيلة العِلْم، ولكن يجب أن نَعْلَم أنَّ العِلْم يَشْرُف بِشَرَف مَوْضُوعِه، وعلى هذا فأفضل العلوم العِلْم بأسماء الله وصِفاتِهِ؛ لأنَّ هذا أشرفُ موضوعات العِلْم، ثم العِلْم بأحكامِهِ:"مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ"(١).
ثم تتلو العُلُوم حسب مراتِبِها، وأخَسُّ العلوم ما يَصُدُّ عن سبيل الله، وعن طريق السَّلَفِ الصَّالِح؛ مثل: علم الفلسفة، علم الكلام، وما أشبههما، إلا إذا تعَلَّمه الإنسان من أجل أن يَرُدَّ به على أهله، فهنا قد يكون تَعَلُّمه واجبًا؛ لأنَّ ما لا يَتِمُّ الواجِبُ إلا به فهو واجِبٌ.
(١) أخرجه البخاري: كتاب العلم، باب من يرد الله به خيرًا، رقم (٧١)، ومسلم: كتاب الزكاة، باب النهي عن المسألة، رقم (١٠٣٧)، من حديث معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنهما -.