(إمَّا من قصور علمك) بأن تكون الآيَةُ هذه ناسِخَةً للآيَةِ، وأنت لا تَعْلَم، أو (من سوء فَهْمِك) بأن تكون كلتا الآيتينِ مُحْكَمَة، ولكن لم تَفْهَمِ الجَمْع بينهما، وإلا فلا يمكن أبدًا أن يكون في كلام الله تناقُضٌ، ولا فيما صَحَّ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تناقض أبدًا؛ فهذا لا يُمْكِن؛ لأنَّه شَرْع الله، والله تعالى قد أحكم شَرْعَه.
إِذَنْ: فالله تعالى حكيم في صُنْعه وفي شَرْعِه؛ وبناءً على هذا: تكون حكيمٌ بمعنى: مُحْكِم، وعلى هذا التفسير؛ أن معنى الحكيم المُحْكِم لشَرْعه وصنعه، فهنا نسأل هل تأتي فَعيلٌ في اللُّغَة العَربيَّة بمعنى مُفْعِل؟
والجواب: نعم، تأتي فعيلٌ بمعنى مُفْعِل؛ ومنه قول الشاعر: