نقول في الجواب عليه: الله أعلم، لا ندري، لكنه يجب أن نؤمِنَ بأن هناك سَبْعَ أَرَضينَ كما جاء ذلك في النُّصوص.
وقوله رَحِمَهُ اللهُ: [{بِالْحَقِّ} مُتَعَلِّقٌ بـ {خَلَقَ}] يعني أن خلْقَه إياها بالحَقِّ؛ الحق أي: إنَّه خلقها حقًّا لا خالِقَ لها غيره. هذه واحدة.
والثاني:{بالْحَقِّ} أي من أجل الحَقِّ لا باطلًا، كما قال تعالى:{وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا}[ص: ٢٧]، وقال سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (٣٨) مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ} [الدخان: ٣٨، ٣٩].
وصدق الله عَزَّ وَجَلَّ، فإن في خلق السَّمواتِ والأَرْضِ من الحق ما هو ظاهِرٌ، فبهما يُعْرَف الله عَزَّ وَجَلَّ وتظهر آياته: آياتُه الكَوْنِيَّة وآياتُه الشَّرْعيَّة، وبهما يعيش الخَلْقُ، ولا يمكننا في هذا المجلس أن نَحْصُر ما في خلق السَّموات والأرض من الحَقِّ.
ثم قال تعالى:{يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ} قال المُفَسِّر رَحِمَهُ اللهُ: [{يُكَوِّرُ}: يُدْخِلُ]، ولا شك أنَّ الله يُولِج اللَّيلَ في النَّهار ويُولِج النَّهار في اللَّيل كما في الآيات الأخرى، ولكن هل معنى التَّكوير هنا: الإيلاج؛ أنه يُدْخِل النَّهارَ على اللَّيل فيطولُ، ويُدْخِل النَّهارَ على اللَّيل فيطولُ؟
الجواب: ظاهِرُ اللَّفْظِ يأبى ذلك؛ لأنَّ الله تعالى قال:{يُكَوِّرُ} التكويرُ هو التَّدوير، ومنه: كَوْرُ العِمامَةِ؛ أي: لَيُّها، ليَّاتُها تُسمَّى: أَكْوارًا، فيُكَوِّر يعني يُديرُ اللَّيل على النَّهار، وهذا يُشْبِهُ قوله تعالى:{يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا}[الأعراف: ٥٤] وإذا كان هذا ظاهِرَ اللَّفْظ فإنَّ الواجِبَ أن نُجْرِي اللَّفْظَ على ظاهره؛ لأنَّه - أي الظاهر - هو الذي يتبادَرُ إلى ذهن السَّامِع.
فإذا قال قائل: لماذا لا تجعلون الأمر - كما قال المُفَسِّر رَحِمَهُ اللهُ - من أجل أن