للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فالجَوابُ: نَقول: صدَق، أَلَيْسَت جَنَّة عَرْضها السمَواتُ والأرضُ؟! أَلَيْس الله تعالى يَضَع قَدَمَهُ على النار حتَّى يَنزَوِي بعضُها إلى بعض؟! أَلَيْس الإنسان يَنظُر إلى مُلْكه في الجَنَّة مَسيرةَ ألفَيْ عام، يَنظُر أقصاه كما يَنظُر أدناه؟! فإذا لم يَجعَلها جِسْمًا فماذا تَكون، أتكون بالهَواء؟!

الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ: إثبات أن للجَنَّة خزَنةً؛ لقوله تعالى: {وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا} [الزمر: ٧٣].

ويَتَفرَّع على هذه الفائِدةِ: كمالُ تَقدير الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى للأشياء، وأن كل الأشياء مُنظَّمة مَحفوظة مُرتَّبة.

الْفَائِدَةُ السَّابِعَةُ: إثبات أن المَلائِكة يَنطِقون ويَتكَلَّمون؛ لقوله تعالى: {وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا}.

الْفَائِدَةُ الثَّامِنَةُ: أن الجَنَّة دارُ السلام، السلام مِن كل آفَة؛ لقول الخزَنة: {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ}.

الْفَائِدَةُ التَّاسِعَةُ: أن الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى جمَع لهم - أي: لأَهْل الجَنَّة - بين السلامة من الآفات وطِيب الأحوال والأَوْقات؛ لقوله تعالى: {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ}، فجمَع لهم بين نَفيِ الآفات وطِيب الأحوال والأَوْقات.

الْفَائِدَةُ الْعَاشِرَةُ: الإِذْن لهم على وَجه الإكرام بدُخول الجَنَّة؛ لقوله تعالى: {فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ}.

الْفَائِدَةُ الحَادِيَةَ عَشْرَةَ: الفَرْق التامُّ والتَّبايُن العَظيم بين ما يُقابَل به أهل الجَنَّة وأهل النار، فأهل النار يُقابَلون بالتَّوْبيخ: {أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ

<<  <   >  >>