للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مَفتوحٌ، لأنَّه مَجْزومٌ بحذف الأَلِف، وأصلها (يَرْضَى)، ولكن حُذفت الأَلِفُ للجزم، قال: [(يَرْضَهْ) بِسُكُونِ الْهَاء] تَسْكينها خفيفٌ جدًّا؛ يعني تقرأه بخِفَّة؛ ويقول: [وضَمُّها {يَرْضَهُ} في حال الضم مَعَ إشْبَاعٍ وَدُونه] إشباع: {يَرْضَهُ لَكُمْ} تُشْبِعُها حتى يخرج منها واو، ودونه تحذف الواوَ، إذن نقْرَؤُها: (وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهْ لَكُمْ) بسكون الهاء {وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} بإشباع وبدونه؛ وكل هذا جائِزٌ، وهي قراءة سَبْعِيَّة متواتِرَة.

وكما تقدَّم ونُعيده: أنَّه ينبغي للإنسان أنْ يقرأَ القرآنَ بِجَميعِ القِراءات؛ لأنَّ الكُلَّ حقٌّ، فلا ينبغي أن يَهْجُر حقًّا من الحقوق، ولكن بشرط أن يكون مُتيقِّنًا القراءةَ، فلا يكفي غَلَبَة الظَّنِّ، لا بُدَّ أن يتيقَّنَ، وإلا قرأ بالمتيقَّنِ عنده؛ وشرطٌ آخَرُ: ألَّا يكون عند العامَّة؛ لأنَّ العامَّة إذا قَرَأْتَ عندهم قراءةً تُخالف مُصحَفَهم، صار في ذلك تشويشٌ عليهم بالنِّسْبة للقرآن، وسوءُ ظنٍّ بالنسبة إليك، ورحم الله امرأً كفَّ الغِيبَةَ عن نَفْسِه.

أما في مقام التَّعليمِ، أو في القراءة بينك وبين نفسك، فإنه ينبغي إذا كنت عالِمًا بالقراءة أن تقرأ بها أحيانًا؛ بهذا أحيانًا وبهذا أحيانًا، فمِثْل: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (٣) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة: ٣, ٤] فيها قراءة: (مَلِك) وقراءة: (مَالِك) فاقرأ بها، مرةً بهذه، ومرةً بهذه.

مسألة: إذا قرأ الإنسان في الصَّلاة في الركعة الأولى: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}، وفي الركعة الثانية قرأ: (مَلِك يوم الدين) هل هذا صحيح؟

الجواب: لا بأس، ولا مانع، ولا حَرَج.

يقول: {وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ}: {يَرْضَهُ} قال المُفَسِّر رَحِمَهُ اللهُ: [أَيِ الشُّكْرَ]

<<  <   >  >>