للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا} [الفرقان: ٧٠].

الْفَائِدَةُ الثَّامِنَةَ عَشْرَةَ: فضيلة الإسلام؛ لإِضافته إلى الله عَزَّ وَجَلَّ.

الْفَائِدَةُ التَّاسِعَةَ عَشْرَةَ: كمال الإسلام بإضافته إلى الله، ففيه الفَضيلة بإضافته إلى الله باعتِباره مُوصِلًا إليه، وفيه الكَمال بإضافته إلى الله باعتِباره واضِعًا له، أنه هو الذي شرَعَه، وهو كامِل، والكامل لا يَشرَع إلَّا كامِلًا.

الْفَائِدَةُ العِشْرُونَ: أنَّ المَلائِكة أكَّدوا المَغفِرة بحصول أثَرِها، وهي قولهم: {وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ}، وذلك أنَّ التَّوْبة لا تَكون إلَّا بالوِقاية من الجَحيم، ولكنهم أكَّدوا ذلك لعِظَم هذا العَذابِ - عذاب الجحيم - فنَصُّوا عليه لهذا السبَبِ، وإِلَّا فإنَّ التَّوْبة في الحقيقة والمَغفِرة تُوجِب الوِقاية من عَذاب الجَحيم، ولكن النَّص عليه يَكون في ذلك زيادة على ما يَتَضمَّنه المَعنَى العامُّ.

الْفَائِدَةُ الحَادِيَةُ وَالعِشْرُونَ: الرَّدُّ على الجَبْرية، تؤخذ من قوله: {وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ} فأَضاف الاتِّباع إليهم ولو كانوا مجُبَرين على ذلك لم يَصِحَّ أن يُضاف الفِعْل إليهم، ولهذا إذا أُكرِه الإنسان على الكُفْر لا يَكفُر؛ لأن الفِعْل لا يُنسَب إليه حقيقةً فهو مُكرَه عليه، والله أَعلَمُ.

* * *

<<  <   >  >>