خبَرُ المُبتَدَأ الأوَّل، ويَجوز أن تَكون {هُوَ} ضميرَ فَصْل لا مَحَلَّ لها من الإعراب، وَيكون التقديرُ: وذلك الفوزُ العَظيم، ويُؤيِّد هذا أنَّها تَأتي بهذه الصِّيغةِ في بعض المَواضِع {وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.
وضَمير الفَصْل من حيثُ الإعرابُ لا مَحَلَّ له من الإعراب، أمَّا من حَيثُ المَعنَى فله ثَلاثُ فَوائِدُ:
الفائِدةُ الأُولى: الحصْر.
والفائِدة الثانية: التَّوْكيد.
والفائِدة الثالِثة: التَّمييز بين الصّفة والخَبَر.
والتمييز بين الخَبَر والصِّفة يَظهَر هذا في المِثال.
إذا قُلت: زيدٌ الفاضِلُ. وأنت تُريد أن تَكُون (الفاضِلُ) خبَرَ المُبتَدَأ، فإنَّه يحتَمَل أن تَكُون (الفاضِلُ) صِفةً، والخَبَر لم يأتِ بعدُ، ويُحتَمَل أن يَكون المُرادُ زيدٌ الفاضِل فاهِمٌ، ويُحتَمَل أن تَكُون (الفاضِل) خبَرَ المُبتَدَأ، فإذا جاءَت زيدٌ هو الفاضِل، زال الإشكال، وتَعيَّن أن تَكُون (الفاضِل) خَبَر المُبتدَأ.
أمَّا التَّوْكيد والحصْر فظاهِر؛ لأنك إذا قلت: زَيدٌ هو الفاضِلُ. أكَّدْت أنه فاضِل، وحمَرْت الفَضْل فيه.
وقوله:{الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}، الفَوْز: حُصول المَطلوب والنَّجاة من المَرهوب، والدَّليل على ذلك قوله تعالى:{فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ}[آل عمران: ١٨٥]، فالنَّجاةُ من المَرهوب في الآية {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ} وحُصول المَطلوب {وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ} ولا تَفسيرَ أبيَنُ وأَوْضحُ من تَفسير الله عَزَّ وَجَلَّ، فالفوزُ