والأَمْثلة على هذا كَثيرة، كلُّها تَدُلّ على خالِقها - عَزَّ وَجَلَّ -، وعلى تَفرُّده بالخَلْق، وعلى حِكْمته، وعلى رَحْمته، وعلى عِزَّته إلى غير ذلك من مَعانِي الرُّبوبية التي تَدُلُّ عليها هذه الآياتُ، وقد تَكُون آية واحِدة تَدُلُّ على عِدَّة آيات، وعلى عِدَّة أَوْصاف، هذه الآياتُ الكَوْنية شامِلة لكل المَخْلوقات، وفي هذا يَقول القائِلُ:
كل شيء تَتَأمَّل فيه تَجِدُ الدَّلالة الكامِلة على أن له خالِقًا مُدبِّرًا حَكيمًا عليمًا، إلى غير ذلك من مَعانِي الرُّبوبية.
أمَّا الآياتُ الشَّرْعية: فهي ما جاءَت به الرُّسُل وقد أَرانا الله تعالى إيَّاها، وأَعطَى الرُّسُل عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ من الآياتِ ما يُؤمِن على مِثْله البَشَر، فالرُّسُل لم يَأْتوا هكذا يَقولون للناس: نَحْن رُسُلٌ إليكم. بل أَتَوْا بالآيات الدالَّة على ما أُرسِلوا به، وعلى مُرسِلِهم.