فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} [النساء: ٩٣]، قالوا له: إنَّ فلانًا يَقول: هذا فيمَنِ استَحَلَّ قَتْل المُؤمِن؛ ضحِكَ الإمامُ أحمدُ وقال:"سُبحانَ الله! مَنِ استَحَلَّ قَتْل المُؤمِن فهو كافِر، قَتَله أو لم يَقتُله"، وهذا تَحريف لا شَكَّ أنه مُضحِك.
كذلك أيضًا مَنِ استَحَلَّ الحُكْم بغير ما أَنزَل الله فهو كافِر، سواء حكَمَ به أم لم يَحكُم، والآية علَّقَت الحُكْم بالحُكْم، {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ} وهذه مَسأَلة احذَرُوها، احذَروا تَحريف الكلِم عن مَواضِعه من أَجْل اعتِقاد تَعتَقِدونه، واجعَلوا اعتِقادَكم وحُكْمكم على الشيء تابِعًا للنُّصوص، لا تَجعَلوا النُّصوص تابِعة، إذا جعَلْت النَّصَّ تابِعًا لما تَعتَقِد فإنَّ هذا هو اتِّباع الهوى تمَامًا، اجعَلْ نَفسَك بين يدَيِ النُّصوص كالميت بين يدَيِ الغاسِل، تُقلِّبك النُّصوص ولا تُقلِّبها، هذا هو المُؤمِن، لكن قد يَكون أحيانًا النُّصوص بعضُها يُقيِّد بعضًا، أو يُخصِّص بعضًا، أو الفِقْه بالشريعة يَقتَضي تَقييد المُطلَق، أو تَخصيص العامِّ، وما أَشبَه ذلك، وهذا لا يَخرُج بنا عن اتِّباع النُّصوص.