للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من القَرِّ، وليس من القَرار، من القَرِّ وهو البُرودة؛ ولهذا: أقَرَّ الله عينَك. أي: برَّدها ليسَت من أَقرَّها سكَّنها حتى لا تَتَحرَّك -؛ والولَد الذي غضِبْت عليه إذا نظَرْت إليه تَكون عينُك حارَّة حَمراءَ، يَظهَر منها الشرَر، يَكاد يُعمِي الولَد.

وإن قيل: ألَا يَجوز التَّعبير إذا قلنا: إن هذا العمَلَ أقرَبُ إلى نظَر رحمة الله.

فالجَوابُ: لا يَصِحُّ "نظَر رحمة الله"، الرحمة لا تُنظَر، والصوابُ: "أَقرَبُ إلى رحمة الله".

فإن قال قائِل: هل نَفيُ الصِّفات كُفْر؟

فالجَوابُ: لا، نَفيُ الصِّفات يَنقَسِم إلى قِسْمين:

نَفي جُحود، وهذا كُفْر، ونَفْي تَأويل، وهذا منه ما هو كُفْر، ومنه ما هو دون ذلك.

فإذا قال القائِل: إن الله لم يَستَوِ على العَرْش فهذا كُفْر جُحود، جحَد كذَّب الخبَر، وإذا قال: إن الله استَوَى على العَرْش، ولكن مَعنى استَوَى استَوْلى، فهذا جَحْد التَّأْويل، قد يَكون كُفْرًا مُخرِجًا عن المِلَّة، وقد يَكون دون ذلك، حسب ما تَقتَضيه القواعِدُ الشَّرْعية.

مسألَةٌ: ما هي أسماء الكُتُب التي تَتَحدَّث عن الأسماء والصِّفات؟

فالجَوابُ: الكُتُب مُتعدِّدة ومُختَلِفة في المَنهَج، فمثَلًا مُجرَّد الإثبات - إثبات العَقيدة - من أَحسَن ما يَكون (العَقيدة الواسِطية)؛ لأنها كلها مَبنيَّة على آيات وأَحادِيثَ، أمَّا من جهة المُناقَشة والمُحاجَّة فمن أَحسَن ما رأَيْت (الصواعِق المُرسَلة) لابن القَيِّم، ومُختَصَره، هذا من أَحسَن ما يَكون لطالِب العِلْم في المُناقَشة، فهذا مُفيد

<<  <   >  >>