الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: العُدول إلى العُموم دون الخُصوص؛ لأنه لم يَقُل: إني عُذْت برَبِّي وربِّكم من فِرعونَ، ولكن قال:{مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ}[غافر: ٢٧] , ليَعُمَّ فِرعونَ وغير فِرعونَ.
الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ: أنه إذا جاءَت بصِيغة العُموم وبالوَصْف انطَبَقت على فِرعونَ، وبَيَّنت أنه مُتَّصِف بالاستِكْبار، وكذلك الكُفْر بيَوم الحِساب.
الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ: إثبات يَوْم الحِساب، وهو يوم القِيامة، والحِساب ليس مُناقَشة الإنسان على عمَله؛ لأنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال:"مَنْ نُوقِشَ الحِسَابَ عُذِّبَ"(١)؛ لأن الله لو ناقَشَك لكانت نِعْمة من نِعَمه تُغطِّي جَميع الحَسَنات التي قُمْت بها، بل إن حَسَناتك التي قُمْت بها نِعْمة من الله عَزَّ وجلَّ تَحتاج إلى شُكْر، ثُم إذا وُفِّقت لشُكْرها تَحتاج إلى شُكْر آخَرَ للتَّوْفيق إلى الشُّكْر، ثُم هَلُمَّ جرًّا؛ ولهذا قال الشاعِرُ: