الجواب: الأوَّل لا شَكَّ، هذا ظاهِرُ السياق، وهذا كما أنه ظاهِر السِّياق فهو أَشمَلُ في المَعنَى؛ لأنه إذا قيل: كذلك يَطبَع الله على كل القُلوب المُتكَبِّرة الجَبَّارة، والطَّبعْ على القلب يَشمَل الطَّبْع على جميعه، ما لم يُوجَدْ دليل على أن المُراد الطبع على بعضِه؛ وحينَئِذٍ يَكون الصواب عَكسَ ما قال المفَسِّر، فالصواب: أنَّ هذا لعُموم القُلوب وليس لعُموم القَلْب.
فإذا قُلنا: إنها لعُموم القَلْب صار المَعنَى: أنَّ الله يَطبَع على القَلْب كلِّه، يَعنِي: أنَّ معنى الآية أنَّ الله يَطبَع على القَلْب كلِّه لا على جميع القُلوب، فيَخرُج بذلك بعضُ القَلْب، لا يَطبَع على بعض، يَطبَع على القَلْب كلِّه؛ لكنه مثَلًا على قَلْب فُلان من الناس.
أمَّا إذا قُلْنا: إنها لعُموم القُلوب، صار مَعنَى الآية: أنَّ الله يَطبَع على جميع القلوب المُتكبِّرة في أيِّ واحِد من الناس.
وإذا قُلْنا: لعُموم القَلْب صارت عامَّة للقَلْب الواحِد؛ يَعنِي: والقُلوب الأخرى مَسكوت عنها. هذا وَجْه الفرق، القُلوب الأُخرى مَسكوت عنها، ولكن نَقول: الصَّواب أن مَعنَى قوله: {عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ} يَعنِي: من جميع الناس، وإذا قال: طَبَع على القَلْب، فالمَعنَى أنه على جَميع القَلْب، ما لم يَنُصَّ على أنَّ المُراد بعضُ القَلْب.
فإن قال قائِل: لكن لماذا يَقول: على جميع القَلْب؟
فالجَوابُ: هذا مَعناه: لا على بعضِه؛ ولذلك كَلام المفَسِّر فيه نظَر من عِدَّة