الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ: أن كل ما يُدعَى من دون الله فلَيْس له دَعْوة استِحْقاقًا ولا استِجابة؛ لقوله تعالى:{لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ}.
الْفَائِدَةُ السَّابِعَةُ: أنَّ هذه الأَصنامَ لا تَنفَع عابِدِيها، سواءٌ دعَوْها دَعْوة مَسأَلة، أو دعوةَ عِبادة.
والفَرْق بين دَعْوة المَسأَلة ودَعْوة العِبادة: أن المَسأَلة يَطلُب فيها الإنسان حاجةً ما، ودُعاء العِبادة يَتعبَّد لله، وإنما كانَتِ العِبادة دُعاء؛ لأن العابِد يَدعو بلِسان حاله أن يُثاب على هذه العِبادة، وَيدُل على ذلك قوله تعالى:{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي}[غافر: ٦٠]، فقال:{ادْعُونِي} ثُم قال: {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي} فدَلَّ هذا على أن الدُّعاء عِبادة.
الْفَائِدَةُ الثَّامِنةُ: إثبات الرّجوع إلى الله عز وجل، وأن مرَدَّ الأمور إليه في قوله:{وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ} وهذه الآيةُ لها نَظائِرُ؛ منها قوله تعالى:{وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ}، ومنها: {إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (٢٥) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ} [الغاشية: ٢٥، ٢٦]، ومنها: {يَاأَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ (٦)} [الانشقاق: ٦]، ومنها قوله تعالى: {وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى (٤٢)} [النجم: ٤٢]، والآياتُ في هذا المَعنَى كثيرة، أن مَرجع الخلائِق إلى ربها عز وجل.
الْفَائِدَةُ الْعَاشرَةُ: أن الإِسْراف قد يَصِل إلى حدِّ الكُفْر؛ لقوله:{هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ}، ومتى وَجَدت أصحاب النار فهُمُ الذين هم أَهلُها والذين هم مخُلَّدون فيها.