الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ: أن التَّوْراة ذِكْرى، لكن ليس لكل أَحَد، بل لأُولِي الأَلْباب.
الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ: أنه لا يَتذَكَّر بالآيات الشرعية إلَّا أُولو الأَلْباب وكذلك الآيات الكَوْنية.
الْفَائِدَةُ السَّابِعَةُ: الثَّناء على العَقْل؛ لأن أَهلَه أهل تَذكُّر الذين يَنتَفِعون بما سمِعوا، والمُراد بالعَقْل هنا هل هو عَقْل الإدراك أو عَقْل الرُّشْد؟
الثاني عَقْل الرُّشْد، أمَّا عَقْل الإدراك فهو الذي يُناط به التَّكليف الذي تَجِدونه في كتُب الفُقَهاء من شُروط الطَّهارة العَقْل هذا عَقْل الإدراك الذي يُناط به التَّكْليف، أمَّا عَقْل الرُّشْد الذي به الاهتِداء فقَلَّ مَن يَحصُل عليه.
الْفَائِدَةُ الثَّامِنَةُ: أن كل مَن لم يَتَذكَّر بآيات الله فإنه ليس ذا عَقْل.
فإن قال قائِل: يَرِد عليكم أنَّا نَجِد في أئِمَّة الكُفْر مَن هو على جانِب كبير من الدَّهاء والذَّكاء.
فالجَوابُ: أن هناك فَرْقًا بين العَقْل والذَّكاء؛ لأن العَقْل يَعقِل صاحِبه عمَّا يَضُرُّه؛ ولهذا سُمِّيَ بمَنزِلة العِقال للبَعير، لكِن الذَّكاء ليس كذلك، فالذَّكاء غَريزة، أو كَسْب يَجعَله الله تعالى في الإنسان، وربَّما يَكون بعض الحيَوانات أَذكَى من