للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أنهم يُنكِرون؟

فيُجادِل بمِثْل هذا، إذا لم يَكُن لدَى الإنسان سَيْف يَقطَع حُجَّة هذا، بَقِيَ الإنسان مُرتَبِكًا، فما هو السَّيْف الذي يَقطَع حُجَّته؟ أن نَقول: إن يوم القِيامة ليس ساعة من زمَن مِقداره خَمْسون أَلفَ سَنَة، فأَقَرُّوا بالأوَّل، ولمَّا رأَوْا أن المُؤمِنين يَنْجون قالوا: نَكتُم لعَلَّنا نَنْتَفِع. أو أنهم كتَموا في الأوَّل، ثُم لمَّا رأَوْا جَوارِحهم تَشهَد عليهم أَقَرُّوا واعتَرَفوا.

وأنا أَقولُ: المُجادَلة في الآيات في القُرآن منها اتِّباع المُتَشابِه، هذه المُجادَلةُ لا شَكَّ.

وكذلِكَ أيضًا المُجادَلة في الآيات الكَوْنية، يَأتِي مثَلًا بأشياءَ من مخَلوقات الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى فتقول: لماذا خلَقَ الله هذا الشيءَ؟ لماذا خلَق الله العَقْرب؟ لماذا خلَقَ الله الحَيَّة؟ لماذا خلَقَ الله الأسَدَ؟ وما أَشبَهَ ذلك، إِذَنْ ما أَراد الله إلَّا إضرار الخَلْق وإيذاء الخَلْق، انتَبِهْ عندما يُورَد هذا السُّؤالُ على عامِّيّ ماذا يَقول؟ يَقول: والله ما يَدرِي يُمكِن، فيُجادِل مع أننا نَعلَم أن خَلْق هذه المَخلوقاتِ من مَصلَحة العِباد، وقد ذكَرْنا في مَجالِسَ سبَقَت أن في خَلْق هذه المُؤْذِيات ثَمانِ فَوائِدَ تَظهَر للمُتأمِّل، وبذلك نَعرِف المُجادَلة في الآيات تَكون في الآيات الكونية والآيات الشَّرْعية وذكَرْنا مِثالَيْن على ذلك.

يَقول الله عَزَّ وَجَلَّ: {بِغَيْرِ سُلْطَانٍ} قال المفَسِّر رَحِمَهُ اللهُ: [بُرْهان] {أَتَاهُمْ} هذه صِفة لـ {سُلْطَانٍ} والسُّلْطان يَقول المفَسِّر رَحِمَهُ اللهُ: هُو البُرْهان.

وذكَرْنا فيما سَبَق أن السُّلْطان ما يَكون به سُلْطة، سواءٌ كان دَليلًا إذا كانت

<<  <   >  >>